رواية قلعة الروب الاسود الفصل الخامس 5 بقلم ميادة يوسف


 رواية قلعة الروب الاسود الفصل الخامس 5 بقلم ميادة يوسف


#_الحلقة_الخامسة
#رواية_قلعة_الروب_الأسود
#_بقلم_ميادة_يوسف_الذغندى

داخل أحد الشاليهات بالإسكندرية ....
فتح محمد الباب بهدوء، ودخل بخطوات واثقة لكن قلبه متلهف على رؤية أسرته.
كانت أنوار الصالة خافتة، والجو كله غارق في سكينة ليلية دافئة، كأن البحر القريب بث أمواجه همسًا ليغني لهم لحن نومٍ هادئ.

على الكنبة الكبيرة في منتصف الصالة، وجد زوجته وقد غفت وهي تضم ولاده، كأنها فراشة حانية بسطت جناحيها لتحمي صغارها من برد الليل.
وجهها كان هادئًا، ملامحها مرسومة بابتسامة خفيفة، شعرها المتساقط على جبينها زادها جمالًا، ويديها ملتفتين حول الأطفال في حضن يفيض دفئًا وأمانًا.

الأولاد متكورين بجوارها، أنفاسهم المنتظمة الصغيرة كانت موسيقى أرق من كل ألحان، وأصواتهم المتقطعة في النوم أشبه بوشوشات ملائكية.
الجو كله مزيج من رائحة البحر المالح، مع نسمات هواء باردة تتسرب من الشرفة، فتمتزج بالهدوء وتزيد المشهد شاعرية.

وقف محمد لحظة يتأملهم، عينيه امتلأت بالحنان، وإحساس غامر داخله بالامتنان لله على هذه النعمة. شعر أن هذا البيت ليس جدرانًا ولا أثاثًا، إنما هو دفء هذه اللحظة، وهدوء قلوب غفت مطمئنة بجواره.

اقترب بخفة، سحب بطانية صغيرة وأسدلها برفق فوقهم، ثم جلس بجانبهم يبتسم في صمت، كأنه لا يريد أن يوقظ هذا الجمال النائم.
قام دخل المطبخ ، وقرر يعمل فنجان قهوة ......بعد لحظات
واقف شارد فى المطبخ

حلا :: واقفه مربعة ايدها ، والله عال والاسم نتفسح صح ، نصبت عليا هعملك قضيه
التفت لها هههههههه هكسب القضيه وبجداره
حلا:: يعنى عارف كدة ، وعارف انى ماليش غيرك ، طول اليوم برة ، الليل ليل ، والولاد تعبوا من اللعب فى البسين
محمد الأمير:: فتح دراعه لها ، تعالى حاباحاباحابا ......
حلا:: جريت عليه ، النونو بتاعك انا صح ؟
محمد الأمير:: احلى نونو طبعا ، بنتى الكبيرة ، مش مراتى وأم اولادى وبنت خالى وبس لا انتى الحلا كله فى حياتى .....
حلا:: وبس ، نسيت اهم حاجه يامتر
محمد الأمير:: باستغراب نسيت ايه ؟
حلا : حبيبتك
محمدالامير:: أكتر من حبيبتى ، حبيبتى دى ممكن تنتهى او تتلقى انتى اكتر من الحب نفسه ، وادى القهوة فارت ، والعيال نايمه تعالى بقى نكمل بقيت المرافعه .........
#_بقلم_ميادة_يوسف_الذغندى






تانى يوم الصبح.........

أشعة الشمس تسللت بخجل من الستارة البيضاء الشفافة، ترسم خيوطًا ذهبية على حيطان الغرفة، وتداعب وجه حلا اللي كانت لسه نايمة على طرف السرير.
الغرفة كانت فسيحة، جدرانها فاتحة اللون، فيها رائحة الملح ممزوجة بنسمات بحرية منعشة داخلة من الشباك الكبير المفتوح على البلكونة.

من بعيد، صوت البحر كان عامل سيمفونية صباحية، أمواجه بتتلاطم بهدوء، وصوت النوارس بيكمل المشهد كأنه لوحة مرسومة بعناية.
محمد قعد على طرف السرير، بيبص لمراته وهي نايمة ملامحها هادية كطفلة صغيرة. شعرها الناعم متبعثر على الوسادة، وابتسامة رقيقة ارتسمت من غير ما تحس، كأنها بتحلم بحاجة جميلة.

قرب منها، مد إيده بلطف وشال خصلة شعر وقّعت على جبينها، وقال بصوت واطي:
محمد الأمير:: صباح الخير يا حلا، صباحك بحر ونسمة وهدوء.

فتحت عينيها ببطء، لقت ابتسامته أول حاجة قدامها، وقالت وهي لسه ناعسة:
حلا:: صباحك حياة يا محمد، هو في أجمل من اني أصحى على وشك والبحر قدامي؟

ضحك بخفة وقال:
محمد الأمير:: لأ، في أجمل... لما أصحى وألاقيك إنتي معايا.

سكتوا لحظة والجو كله مليان دفء، بس الموج من بعيد كان شاهد على حبهم، كأنه بيردد معاهم وعد صادق إن الأيام الجاية أجمل.

قام محمد، مد إيده ليها يساعدها تقوم، وقال:
محمد الأمير:: يلا نفطر فى البلكونة ونشرب القهوة مع البحر...  يالا خدى شاور ، وانا هجهز الولاد ونخلي الصبحية ذكرى ما تتنسيش.

خرجوا سوا، وهي لابسة شال خفيف، وقفوا قدام المشهد العظيم: البحر واسع، أزرق بيلمع مع الشمس، والنسيم داعب وشوشهم.
كانوا واقفين سوا، إيديهم في إيد بعض، كأنهم بيواجهوا العالم كله بالحب ده والأولاد بيلعبوا قدامهم على الشط
حلا :: عارف البحر حلو قبل هجمه الصيف والزحمه
محمد الأمير:: هدوء وفصلان جو رايق ، جاتلوا رساله على الفون .... .... جو البحر حلو صباحيه مباركه ؟!!!!!
اول لما قرأ الرساله وشه بأن عليه الغضب ،
حاول مايبينش حاجه ، حياتى هعمل مكالمه مهمه
حلا :: مش قلنا هنقفل الفون ؟
محمد الأمير:: معلش وهقفلوا،  بعد خطوات عن حلا .....واتصل على الرقم
انت ازاى ياحيوان ياسافل تتجسس عليا انت مين
الطرف الآخر........تنهيده عاليه
محمد الأمير:: سارة
سارة : أيوه،  ومش اتجسست ولا حاجه المفروض انك تتراقب وانا رفعت المراقبه،  اما الباقى فدة من احساسى بيك مش اكتر ، بتحبها ؟




محمدالامير:: بأرتباك ، طبعا مراتى وأم اولادى وشريكه كفاح طويل ، وعاشت واتحملت معى كل شئ ، وشريكه للى وصلت له النهارده ، فيلا وعربيه وشركه محاماه كبيرة والحمد لله اسم مسمع فى الجمهوريه كلها
سارة :: قليل عليك ، انت تستحق خير الدنيا كلها ، ربنا يهنيك ويسعدك ، لازم نتقابل ضرورى النهارده
محمدالامير:: مش ينفع ، واعدهم باليوم ده ملكهم وحدهم
سارة :: تنهيده عاليه .....طب ياسيدى ربنا يخليكوا لبعض ، انا هجى لك المكتب بعد يومين ......وقفلت الفون قعدت على الكرسى ودموعها نزلت .........فلاش باك
حلا :: يعنى ايه ياابيه،  رفضت محمد ، محمد بالنسبه لى كل حاجه ، دا النفس اللى بتنفسه  ، ده اللى خلى لحياتى معنى ومن غيره مش اقدر اعيش ، ولا احس ، ومستعدة اتحمل معه كل شئ ، واعيش معه فى مكان ، ومش محتاجه منه اى شئ ، هو من الدنيا وبس كفايه عندى
عمر :: واقف حاطط إيده الاتنين فى جيوب البنطلون ، وعينه عليها .......هه خلصتي خلاص ، حلو اللى انتى قولتيه ، مراهقه ، طبيعى اول واحد هتقبليه هتحبيه مش اكتر مشاعر أولى جامعه دى بتحصل ، بس جواز صعب ، وانا مستحيل أوافق عليه ، لسبب انا شايفك أعلى من كدة ، فوق عارفه العرسان اللى بيتقدموا ليكى مين ، عارفه اخوكى اسمه ووضعه فى البلد ايه ، طب اقولك هو نفسه هيزعل شويه ، بعدها هيكمل،  لأنه ذكى هيعرف يختار اللى يبقى عندها حاجه كبيرة ، مش اللى يكون عندها اقل ،،،،، اقولك هسيبك براحتك اغضبى ازعلى وابكى براحتك بكرة هتفوقى ودى اخر مرة اسمع الاسم ده هنا
ماما انا ماشى خدى بالك منها
سارة :: منهارة من الدموع ، أمها اخدتها فى حضنها ،  بكرة تنسى وهتعيشى وهتتضحكى على كل ده ، وبكرة تقولى ماما قالت ......زادت فى البكاء والدموع واغمى عليها .







بعد أسبوعين
نجوى :: طمنى يادكتور ، اخبارها ايه دلوقتى
الدكتور :: ان شاءالله هتخرج النهاردة وبلاش الزعل ياريت
نجوى : اظن سمعتى الدكتور قال ايه ، ايه رأيك نروح اسكندريه ، مرينا نقضى كام يوم
سارة :: بوهن ، وشها شاحب ، والتعب واضح عليها ، هزت راسها بمعنى نعم .....موافقه
باك .......
خرج من الحمام بعد الشاور نظر لها ........ليه الدموع دى على الصبح هو احنا كل مانكون مع بعض تقومى الصبح تبكى ، دى مش عيشه ، مالك فيه ايه ؟
سارة :: ابدا يامجدى انا تعبانه شويه ، وقامت من مكانها انا رايحه اشوف محمد جهز وعداه اخده البحر ونقضى يوم مع بعض
مجدى :: شدها من ايدها ، تعالى ، حاوط خصرها ، يعنى ابو محمد مالوش فى الرحله دى معكم،  واهو نروح البحر سوا قبل مانزل العاصمه الاداريه وأروح الوزراة،  انا مش عارف ليه مش تيجى ونقعد مع بعض بدل السفر والبهدله دى ورايح جاى
سارة :: بحب هنا قوى
مجدى :: اخبار رقيه ايه ، مش هنروح نزورها النهاردة فى طريقنا
سارة :: تحت العلاج ، والحمد لله لاقيت متبرع لها بفص الكبد ، وهنعمل العمليه قريب
مجدى :: والمحامي ده اخباره ايه ، انا رافع ايدى عنه ، علشان انتى قولتى هخلص انا الموضوع ، الرأى العام مقلوب وقضيه الاعب ده فتحت النار على ناس تقال فى البلد ، وادى حياة بنتنا معرضه للتهديد ، ولا اخلص الموضوع انا
سارة :: بسرعه فى الرد لاء لاء انا هنهى كل شئ ، وبالنسبه لروقيه الدنيا تمام واحنا ورقنا سليم مش ضد القانون بس ابعد عن المحامى ده معلش علشان خاطرى ده يبقى زوج اعز اصحابى وكان باين عليها التوتر ......يتبع
ياترى ايه القضيه ؟
وياترىمحمد هيبعد عنها؟
وسارة هتعمل ايه ؟
انتظروا البارت القادم من رواية
#_قلعة_الروب_الأسود
#_حكايات_من_قلب_الناس
#_حكايات_ميادة_يوسف_الذغندى


             الفصل السادس من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا 

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×