رواية مشاعر المحبس الحي (كاملة جميع الفصول) بقلم هاجر نورالدين

رواية مشاعر المحبس الحي (كاملة جميع الفصول) بقلم هاجر نورالدين

 رواية مشاعر المحبس الحي (كاملة جميع الفصول) بقلم هاجر نورالدين


_ أنا بجد مش مصدق إن خطوبتنا النهاردا بعد 13 مرة رفض!


ضحكت وقولت بسعادة:


= يبقى رقم حظك 14 بقى، وبعدين خسارة فيا محاولات؟


بصلي بعيون مليانة حُب وقال:


_ إنتِ مش خسارة فيكِ روحي يا فاطمة،

أنا بجد بحمد ربنا كل يوم إنك مبعدتيش عني.


إبتسمت وقولت بسعادة حقيقية وأنا بحط إيدي بين وشنا وإحنا قاعدين في العربية ورايحين للقاعة:


= خلاص كلها أقل من ساعة ودبلتك تبقى في إيدي ونبقى على بداية الطريق إننا نكون لبعض رسمي.


إتكلم وهو بيأكد على كلامي بسعادة وحُب:


_ إن شاء الله يا حبيبتي ويارب ييجي اليوم اللي تبقي فيه ليا بشكل رسمي ونهائي قريب.


إتكلمت بهزار وقولت:


= إنت جبت الدبل ولا نسيتها؟


بصلي بنظرة ماكرة وقال وهو بيطلعهم من جيبهُ:


_ ودي حاجة تتنسي، دي أهم ما في الموضوع لأهلك يرفضوني تاني!


ضحكت وقولت:


= حقك عليا يا عبدالله بجد، أنا أوعدك هعوضك عن كل دا،

وعايزة أفكرك إن كل مرة كان أهلي مش بيوافقوا عليك فيها أنا كنت بتقطع أكتر منك وإنت عارف حاجة زي دي.


إبتسم بهدوء وقال:


_ عارف يا حبيبتي عشان كدا كنت بحاول،

لإن زي ما بحبك واثق إنك بتحبيني وأكتر وأنا نفسي طويل مفيش مشكلة لو كنت حاولت 100 مرة كمان مش خسارة فيكِ يا فاطمة، غير كدا مكنتش هاجي التانية حتى.


إبتسمت بحب وسعادة حقيقية وبصيت ناحية العلبة بحماس،

مسكتها من إيديه وفتحتها.






بصيت على الدبلة اللي إختارتها بكل حُب،

كانت دبلة عريضة شوية فيها فص واحد بس داخلي مش بارز ومن الناحيتين حوالين الفص قلبين محفورين بشكل كلاسيكي مخليها مختلفة ورقيقة، وجميلة!


إبتسمت وإديتهوملهُ وقولت:


_ كلها شوية وهتلبسهالي حافظ عليها.


حطها في الجيب اللي عند قلبهُ فوق وقال:


= دي في قلبي.


عدا باقي الطريق وإحنا بنهزر شوية ونتصور شوية،

حقيقي إحنا الإتنين كنا مستنيين اليوم دا من بدري.


إحنا الإتنين كنا بنحارب ظروف كتير أوي،

الحقيقة معنديش سبب مباشر أعرف بيه ليه أهلي كانوا بيرفضوا عبدالله، يمكن عشان مستواه المادي وإنهُ لسة بيبدأ ولسة قدامهُ وقت طويل؟


ولكن أنا مش فارقلي غيرهُ، ومش فارقلي حاجة تانية،

ويمكن عشان عايزينني لحد تاني زي إبن عمي الغني اللي مش محتاجين نستنى عليه مثلًا زي لما لمحولي قبل كدا!


ولكن اللي عارفاه إن مفيش أحن عليا ولا أطيب من عبدالله،

ومفيش حد هيحبني رُبع الحب اللي بيحبهولي.


والحقيقة إني حتى لو لقيت شخص يحبني ضعف الحب أنا مش عايزة غيرهُ.


بعد شوية وقت كنا وصلنا القاعة،

رقصنا وفرحنا وغنينا مع صحابنا وقرايبنا.


لبسني الدبلة أخيرًا، الدبلة اللي بحلم بيها كتير أنا وهو،

كل المعازيم شايفينها مجرد دبلة دهب ولكن أنا وعبدالله لأ.


شايفينها قصة كفاح كبيرة، شايفينها حاجة جات بعد شوقة.


بعد ما الخطوبة خلصت وروحت البيت،

وبعد ما خدت شاور طلعت وأنا بنشف شعري كان عبدالله بيرن.


إبتسمت وأختي لما شافتني غمزتلي وقالت:


_ بدأنا بقى ومش هتخليني أعرف أنام.


حدفت عليها الفوطة اللي كنت بنشف بيها شعري وخدت موبايلي وطلعت بلكونة أوضتي وأنا بقول بإبتسامة:


_ خطيبي بقى!


جالي صوت ضحكتهُ وهو بيقول:


= نن عيون خطيبك من جوا، يالهوي يا جدعان على دي كلمة بتغسلني من جوا.


ضحكت وقولت:


_ مش هتنام؟

إحنا منمناش من إمبارح واليوم كان طويل ومرهق روح نام عشان متتعبش يلا.


إتكلم وقال بحماس كبير أول مرة أسمعهُ منهُ:


= مش جايلي نوم بجد، تحسي إني نسيت النوم والحياة وآي حاجة تانية وعايز أبقى معاكِ وأكلمك بس!


إتكلمت بنبرة خبيثة وقولت:


_ إممم، حلاوة البدايات وكدا، لكن تيجي بعد الجواز تقولي بقولك إي مش عايز صداع ومتطقليش كلمة.


ضحك وقال:


= ياستي بس ييجي بعد الجواز وبعدها نحل المشكلة دي مع بعض.


إتكلمت بتعب حقيقي وأنا عيني بتوجعني من قلة النوم وقولت:


_ والله أنا كمان نفسي أقعد معاك ومسيباكش ولكن حقيقي تعبانة من قلة النوم، هقفل دلوقتي ونتكلم الصبح وإنت كمان نام عشان أنا مش مستغنية عنك.


جااي ردهُ الهادي والسعيد وهو بيقول:


= حاضر يا حبيبتي، تصبحي على خير.


قفلت معاه وأنا مبسوطة، إتنهدت وأنا جوايا مشاعر كتير جدًا،

حاسة إن أخيرًا الدنيا بتضحكلي.


روحت عشان أنام وفي البداية حسيت بحاجة بتوجعني في صباعي اللي فيه الدبلة.


رفعت إيدي قدامي وطلعت الدبلة شوية عن أخر مستوى في صباعي وبصيت فيه كان علِم!


إستغربت الحقيقة الدبلة مش ضيقة عليا ولا هي بقالها كتير في إيدي عشان تعلم وتوجعني بالشكل دا.


مهتمتش الحقيقة ورجعتها مكانها ونمت،

تاني يوم صحيت وأنا حرفيًا صباعي شبه إلتهب من الدبلة.


رفعتها فوق شوية عن صباعي وبصيت وكان كأني حطاها بقالي سنين مش يوم.


كنت مستغربة ولكن مكنتش عايزة أقلعها،

أنا وهو استنينا كتير جدًا عشان اللحظة دي.


حطيت مرهم مضاد للإلتهابات ورجعت الدبلة مكانها تاني،

خرجت بعدها برا وكانوا قاعدين كلهم على السفرة.


ماما كانت بتحط أخر طبق على السفرة وقالت بنبرة تقطيم وقهرة:


_ عرفتوا إن إبن عمكم عماد هيسافر دبي بكرا يتفسح.


كنت عارفة إن الكلام متوجه ليا أنا بالذات،

عملت نفسي عبيطة ولكن هي كملت بنفس النبرة لما محدش رد عليها وقال:


_ مش كان زمانك رايحة تتفسحي دلوقتي في الوقت والمكان اللي إنتِ عايزاهم؟






إتكلمت بملل ونبرة بحاول أكتم بيها غضبي وقولت:


= مش عايزة يا ماما ربنا يوفقه هو في حياته أنا بقى في حياتي شخص دلوقتي خلاص.


إتكلمت من تاني وقالت بسخرية:


_ بتحبي الفقر قد عينيكِ، دا يوم ما جاب حاجة وكانت بالنسبالهُ خطيرة كان ورد وأديه مات الله يرحمهُ، إستفدتي إي دلوقتي إنتِ؟


نفخت بضيق ومردتش، ولكن بابا اللي رد عليها وقال بحدة:


_ ما خلاص يا عبير واللي حصل حصل ودلوقتي هي مخطوبة!


إتكلمت ماما بتعجب وقالت:


= والله!

دا من إمتى الطيبة دي؟


رد عليها بابا بغضب وقال بنبرة حادة مفيهاش نقاش:


_ ما خلاص يا عبير قولت، بتعيدي في كلام مالهوش لازمة ليه؟!


كلنا سكتنا بعدها والحقيقة إن إتنكد عليا،

بس مش مهم عادي كدا كدا كل دا متوقع من بدري.


عدت باقي الأيام عادي جدًا لمدة شهرين مخطوبين أنا وعبدالله.


ولكن الحاجة الوحيدة اللي مكانتش عادية فيهم هي معاملة ماما السيئة جدًا مع عبدالله.


لحد النهاردا كان عندنا معزوم على الغدا وقاعدين أنا وهو بنشرب الشاي بعد الأكل.


إتكلم بضيق واضح ولكن بيحاول يخبيه بإبتسامة وقال:


_ فاطمة أنا بجد تعبت من معاملة والدتك،

يعني بحاول أكسبها بكل الطرق والله ولكن أنا ليا طاقة برضوا وأنا مقصدش حاجة والله بس عايزك تقعدي تتكلمي معاها وتسأليها يعني عايز أفهم مشكلتها معايا إي ونصلحها مع بعض لكن المعاملة دي مش هينفع خالص حتى والدتي ووالدي وقرايبي اللي بيتصادفوا معاها لاحظوا دا وعقبولي على الموضوع دا كذا مرة.


خدت نفس طويل وأنا مش عارفة ارد عليه أقول إي،

ماهو بني آدم برضوا وبيحس مهما كان بيحبني المعاملة الخارجية بتفرق.


حاولت أهون عليه وأراضيه وقولت بإبتسامة:


= حقك عليا أنا والله يا عبدالله، أنا مش عارفة أعمل إي تاني والله بس حقك عليا أنا وياسيدي إسمع من هنا وخرج من الودن التانية.


إتكلم عبدالله بإبتسامة وهو بيحاول يبينلي إنهُ عادي عشان متضايقش عشانهُ وقال:


_ أنا لو عليا معنديش مشكلة أتجاهل كل حاجة عشان عيونك،

لكن بالنسبة لأهلي بيزعلوا عشاني برضوا، ومتنسيش إن كدا هيبقى في نفور بين العيلتين وإن الجواز عيلتين مع بس واحد وواحدة، أنا مش بشتكيلك على قد ما بلفت نظرك تسأليها ونحل المشكلة لو كان فعلًا في مشكلة.


إتنهدت وسكتت، غير الموضوع بعد كدا ولكن أنا من جوايا كنت حاسة حاجة وحشة.


كذا مرة أتكلم مع ماما تغير طريقتها معاه،

ولكن مفيش فايدة هي مش حباه ومش عايزاه وبتبين دا قدام كل الناس.


حتى لما بييجي عندنا بتعمل نفسها نايمة ساعات ومش بتقابلوا،

كل العزومات أنا اللي بعملها وهي مش مرحبة بيه أبدًا.


تعبت ونفسيتي تعبت لإنها من ناحية تانية في الرايحة والجاية بتفضل تقولي كلام يقفلني من البيت والحياة وحتى من علاقتي بـ عبدالله.


بتبرز قدامي عيوب عبدالله كلها اللي موجودة واللي مش موجودة، بتخليني أركز مع حاجات بتضايقني.


بتخليني طول ما هو قاعد معايا أركز في حاجات كانت بالنسبالي جميلة ولطيفة، ولكن هي دلوقتي بتضايقني.


خلتني أحس إن مش دا الشخص اللي بحبهُ،

وإني لازم أرجع أعيد النظر في إختياراتي وفي إني عايزاه فعلًا ولا لأ.


الخناقات بيننا زادت وبقيت مش طايقة آي حاجة،

الكلام والزن على الودان أمر من السحر.


غصب عني أنا إتقفلت من حاجات كتير كنت بحبها في عبدالله.


كان عدا لحد دلوقتي على أخر مرة إشتكالي فيها 5 شهور كمان.


كنا قاعدين بنشرب الشاي في البيت عندنا،

ولكن المرة دي كان شخصية وطاقة كل واحد فينا مختلفة عن المرة اللي فاتت.


المرة دي قاعدين ساكتين، ملين، حاسين إننا مش مرتاحين في ظل مشاكل كتير نفسية وجسدية ومعنوية.


إتكلم عبدالله وقال بزهق:


_ يعني هو كل مرة والدتك هتسيبني وتدخل الأوضة ومفيش تقدير وكمان مؤخرًا والدك بقى بيعاملني بطريقة وحشة!


إتكلمت بزهق من الحوارات دي وقولت:


= طيب أعمل إي أنا يعني يا عبدالله،

ما أنا زيي زيك مفيش في إيدي حاجة!


إتكلم بإنفعال طفيف وقال:


_ ما أنا عندي أهل يزعلوا عليا برضوا يا فاطمة،

عندي كرامة وإحساس ولازم أتعامل بطريقة أحسن من دي مع نسايبي والعيلة اللي هدخل فيها.


إتكلمت بزهق وملل وإحساس الخناقات الكتير اللي بتحصل بيننا خلاني مقفولة وقولت:


= يعني إي يا عبدالله، عايز إي دلوقتي يعني؟


بصلي بعدم تصديق لطريقتي وبرودي معاه وقال:


_ مش عايز حاجة يا فاطمة، أنا ماشي.






في الحقيقة سيبتهُ يمشي، قام وخرج وحتى مقومتش معاه،

مِشي فعلًا وبعدها فضلنا حوالي 4 أيام محدش بيكلم التاني.


إحنا الإتنين محدش فينا هاين عليه يتصل بالتاني،

إحنا الإتنين حاسين بتُقل في علاقتنا وكتر المشاكل والخناقات وخصوصًا كلام الأهالي اللي حوالينا دايمًا مساعدنا في التردد.


ولكن في اليوم الخامس كلمني في الموبايل وكنت مفكراه هيصالحني الحقيقة ولكن هو كان بيقول بزهق:


_ فاطمة أنا مش قادر أكمل في العلاقة دي،

حتى الحاجة الوحيدة اللي كنت مستحمل فيها جوا العلاقة دي مبقتش مساعداني واللي هي إنتِ يا فاطمة.


حسيت بقلبي بيتكسر ولكن كرامتي متسمحليش أقول آي حاجة غير:


= أنا برضوا كنت حاسة بكدا يا عبدالله،

ومش قادرة أنا كمان أكمل.


سمعت صوت تنهيدتهُ اللي حاسس فيها براحة وقال:


_ يبقى كدا متفقين يا فاطمة، وإنتِ شخصية كويسة ومحترمة وتستاهلي حد كويس برضوا ولحد دلوقتي لسة بحبك مش هكدب ولكن الحب مش كل حاجة يا فاطمة، في حاجات كتير جدًا مهمة في العلاقة وخصوصًا لو داخلين على جواز وأهمها الأهل.


إتكلمت وأنا حاسة بضيق وقولت:


= مش هتفرق يا عبدالله خلاص مالهوش لازمة الكلام دا دلوقتي، يلا سلام وإبقى تعالى خد حاجتك هسيبهالك مع بابا.


قفلت معاه وبصيت للدبلة اللي إختارناها سوا بكل حب،

قلعتها وحطيتها في العلبة مع باقي الشبكة.


كنت بقلعها وأنا للمفاجأة الدبلة مكانتش معلمة برغم مرور شهور وكأن جلدي لو كان بيتحسس منها فـ هو خد عليها.


حطيتها في العلبة بعد حياة ومواقف ومشاعر وحكايات 7 شهور.


________________________________________


النهاردا رايحة عشان أنقي الشبكة مع اللي قلبي أختارهُ،

مستنيين اليوم دا بقالنا كتير وأخيرًا بعد ما نزل من السفر.


_ الله يا زين بص الدبلة دي شكلها حلو ومميز أوي إزاي؟


كانت دبلة فيها فص واحد منها فيها ومن الناحيتين قلب محفور بشكل كلاسيكي وجميل جدًا.


إتكلم زين وقال بإبتسامة:


= لو عاجباكِ نجيبها يا روحي.


#هاجر_نورالدين

#مشاعر_المحبس_الحيّ

#الحلقة_الأولى

#يتبع


              الفصل الثاني من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا 

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×