رواية القرية الفصل السابع 7 بقلم اسماعيل موسي
القريه ٧
القيت رأسى للوراء ولا اعرف كيف نمت رغم تسلل أشعة نحو الرواق ووصولها تحت قدمى، رغم انى كائن ليلى ولا يمكننى النوم ذا لمحت ذرة ضوء.
استاذ عونى انا خلصت !
فتحت عينى ،كان السباك يقف بجسده النحيل آمامى وكان الوقت عصرا طبعا كما اعرف
لحظه قلت سأحضر لك اجرتك!
لقد تم دفع الأجره استاذ عونى....... وأشار نحو الرواق
وقبل ان اسأله من قام بالدفع واين هو؟ كان السباك قد تسلل ناحية الحديقه
تبعته بكل غل وحقد وكرهه وانا اركض وقبضت علي عنقه
من قام بالدفع سألته؟
هذه ليست مشكلتي يا عونى يمكنك أن تسألها وأشار مره أخرى بيده اللعينه تجاه الشرفه
خلف الشرفه ومض طيف خيال لم أراه، ظللت محدق بالشرفه، وتسحب السباك كاللص واختفى
كان لدى شيء من الغضب عندما دلفت للداخل، بلا تردد صعدت الطابق العلوي
فتشت كل الغرف الكئيبه المحشوه بالكراكيب وتماثيل الجص والحجاره حتى وصلت الشرفه
لم أجد اى كائن غريب سوى فأر قذر قفز على الاريكه
راقبت الجرز المحشور بلا طريق للهرب، وعندما حركت يدى لأقتله اختفى الجرز بين الكراكيب.
على الأرض كانت هناك آثار وحل لقدم دقيقه ورقيقه، تبعت آثار الوحل على أرضية الخشب الابنوسيه حتى وصلت القبو
صرخت بكل غضب على باب القبو، كنت فى حالة هذيان ولم اتمالك نفسى، أظهر وجهك القبيح! ؟
لن اترك مكانى حتى لو اضطررت لنقل كل الاثاث خارج المنزل !
شككت أننى سمعت صوت قال انت لا ترغب فى ذلك
وبعد أن فتشت القبو كله لم اعثر على اجابه
فى الرواق صنعت ثلاثة فناجين قهوه ودخنت مائة لفافة تبغ قاتله،وانا الف وادور كالمجنون، أكاد افقد عقلى
تلفحت بستره صوفيه وغادرت المنزل قاصدآ الحقول حيث المنزل الذى قابلني الليله الماضيه
اتبعت نفس الإشارات والمعالم حتى وصلت البقعه التى ظننت أننى رأيت المنزل فيها
كانت مساحه شاسعه وخاليه من اي عمران، لا آثار لجدران او اى حياه،جلست على الأرض، هنا كان يقبع منزل يا عقل يا أحمق ،هنا كنت اتحدث مع أنثى جميله
انحرفت الشمس خلف التلال الرماديه القاتمه ولسعنى البرد وشعرت بالوحده، منزلي كان خلفى والبراح امامي
سرت على غير هدى وسط الحقول أمل أن أرى اى شيء
وقادتنى قدمى نحو بقعه خاليه يتوسطها بئر، أحاط بي الظلام وسمعت همسات من حولى وحركه غير واضحه جعلت جسدى ينتفض
كان مظهر البئر مرعب، لاتخلص من خوفى أشعلت لفافة تبغ وقررت ان أعود للمنزل بسرعه
اوليت البئر ظهرى وسرت بخطوات بطيئه نحو الضوء البعيد لمنزلي
معك قداحه؟
نظرت كان يسير إلى جوارى
رجل قصير بدين مشعر بفمه سيجاره كليوباترا، ألقيت يدي فى جيبي واشعلت لفافة تبغه
رغم فجائية ظهوره، سعدت انه سيرافقنى خلال طريقى نحو المنزل
ما اسمك قلت؟
حاولت أن لا انظر نحوه، كنا سائرين الى جوار بعضنا نمشي ببطيء
اسمي مسعد عبد الدايم قال الرجل بهمس
سرت رجفه فى مؤخرة ظهرى، لسعة برد لعينه وقبيحه تخللت عظمى
مسعد عبد الدايم؟
أجل
لقد قابلت مسعد عبد الدايم من قبل، قلت بصوت مرتعش
ولم يكن يشبهنى أتم الرجل جملتي
قلت اجل
انه ليس مسعد عبد الدايم الحقيقي خاطبني الرجل بثبات
ماذا تعنى قلت وانا التفت نحوه
لكنى لم أجد الرجل، كان قد تبخر بعد أن قال كلمته
كنت اسمع عن الأشباح التى تظهر ليلآ فى القرى والنجوع والحقول المهجوره ،كنت اعرف انها مرعبه ولم أكن اتخيل
انها من الممكن أن تظهر على هيئة رجل.
ورغم اختفائه ورحيله الان أننى كنت أشعر بحضورة حولى
كان يفصلنى عن المنزل قرابة ميل وكنت اعرف أننى لو لم اتمالك نفسى ستؤول أمورى إلى شيئ سيء جدا
الاشباح لا ترحم، بداء جسدى يرتعش بشده والسيجاره تهتز بين اصابعى ،أغمضت عينى وتنهدت ،لقد رأيت أكثر من ذلك
اصمد يا عونى ،كيف تسخر من أهل القريه وانت ترتعش من مجرد مقابلة شخص مجهول ؟
ولأول مره أدرك أن أهل القريه على حق، وما كان ينبغى على السخريه من مخاوفهم
ثم سمعت صرخه قادمه من البئر البعيد الذى كنت عنده
كأن شيء كان محبوس داخله وتحرر ،لم استدر تجاه الصوت
لم اتجراء إلى جوارى رأيت قطه بيضاء تركض بسرعه
للقطط قدره كبيره على استشعار حضور الأشباح والمخلوقات المورائيه وكاد قلبى ان ينقلع، اسمع الصوت من خلفى يقترب
وكبريائى يمنعنى من الركض
ثم رأيت ضوء مصباح من على باب منزلى يصوب تجاهى
كان الضوء خافت لكنه وصلنى وشعرت ببعض الآمان وكلما اقتربت من المنزل زادت قوة الضوء، اى ان كان ذلك الشخص فأنا مدين له بحياتى وكبريائى عندما وضعت قدمى فى حديقة المنزل اختفى ضوء المصباح ولمحت باب البيت موارب ولا أثر لأى شخص...
على باب البيت اشعلت سيجاره ودلفت للداخل متوقع رؤيت ذلك الشخص، كان الرواق خالى والمصابيح فى طريق القبو ترتعش ثم انصك باب القبو.
قلت لعقلى هذا يكفى ،لقد رأيت ضوء المصباح مثلى وسمعت صوت انغلاق باب القبو
هناك شخص يعيش معى داخل المنزل، فتحت باب القبو وقابلتنى آثار قدم من الوحل على الارضيه
وقفت للحظه استعيد ثباتى ،فيه حد هنا؟
من فضلك أظهر!؟
مش معقول كده، مهما كانت ماهيتك انا مش زعلان من تعديك على ممتلكاتى لكن عايز اشكرك
ثم خطوت ببطيء متفحص كل ركن فى القبو حتى قاربت الوصول إلى النهايه ثم ظهرت قطه بيضاء غريبه أطلقت مواء دافيء ،تسألت هل انت نفس الهره؟
ثم استغربت سؤالى من ابحث عنه شخص قادر على استخدام مصباح وليس هره
تركت الهره ومشيت نحو باب القبو افرك رأسى وعندما خرجت من القبو كانت الهره تتحرك بين قدمى تسبقنى وتعود وتحتك بقدمى..
كده مش هينفع، انا لازم اقابل الراجل إلى أجرلى البيت واسأله حكاية البيت دا ايه وان كان ولابد هسيب البيت واسكن فى الاستراحه بتاعة البريد.
أغلقت باب المنزل جيدا والشرفات والنوافذ ،الخوف دفعنى إلى ذلك ،صنعت كوب قهوه وجلست فى الرواق افكر
لم تمضى سوى لحظات وسمعت طرق على باب المنزل
بصيت على الساعه كانت عشره باليل
انا عارف ان أهل القريه مش بيتحركو فى الشوارع بعد المغرب ،يا ترى مين ده؟
قربت من الباب وبصيت من خرم اكله السوس وجدت امرأه اربعينية بملابس مبتله واقفه على الدرج بيدها قبعة لبنيه داكنه
مين دى وايه حكايتها ؟ وايه إلى رماها على بيتى فى الوقت المتأخر ده
حطيت ايدى على الأوكره وخلاص هفتح ،سمعت صوت انثوى واضح بيقول من ورايا متفتحش..
