رواية بنات ورد الفصل الحادي عشر 11 بقلم رشا عبدالعزيز
❣️بنات ورد❣️ 11
أرتبك لرؤيتها أمامه حتى أنه نسي سبب حضوره تبا لتلك الفتاه التي صارت تملك أفكاره وتستحوذ على
عقله ما كان ينقصه سوى رؤيتها اليوم أمامه
-كنت بدور عليك ياعلي
-إزيك يا هدى؟
-أهلا يافارس
قالتها هدى وهي تنقل نظراتها بينه وبين شقيقتها التي يبدو عليها عدم المبالاة بوجوده
اقترب أكثر حتى أصبح قريباً منها ليقول بخفوت دون أن ينظر إليها
-إزيك ياشمس.؟
أجابته بأقتباض وهي تتجاوزه حتى وصلت إلى باب المحل
-أهلا
ظن أن هروبها من المكان بسبب وجوده ليستدير يخبرها بأنزعاج
-شمس أنا ماشي على طول مفيش داعي تخرجي
لتنظر له نظره خاطفه صحبتها ابتسامه جانبيه
-ومين قال إني ماشيه عشان أنت جيت بالعكس كويس أني شفتك عاوزه أتكلم معاك في موضوع هستناك بره على ما تخلص
رحلت تاركه الثلاثه ينظر أحدهم إلى لآخر بدهشه ثم تبعها هو ليلتفت علي نحو هدى مستفهماً
-هو أي الموضوع الي شمس عاوزه فارس عشانه؟
رفعت هدى كتفها بعدم معرفه وقالت بحيره
-مش عارفه
جاورته في سيارته الفارهه ذات الطراز الحديث ليلتفت نحوها
-تحبي نقعد في مكان معين؟
هزت رأسها رافضه
-لا ملوش داعي الطريق من هنا للمستشفى طويل وكافي عشان نتكلم
أدار مفتاح سيارته منطلق نحو طريق المستشفى تنهدت بهدوء تستعد للحديث لكن رائحه عطره التي ملئت السياره أشعرتها بالاختناق رغم أنه كان عطراً هادئ لكنه كان كفيل لأثارت صخب الأفكار في رأسها
اختلست النظر نحوه وفكره واحده تدور في رأسها كيف ستقضي تلك السنتين برفقته انتشلها من شرودها سؤاله
-أنا سامعك يا شمس أي هو الموضوع الي عاوزاني فيه؟
لتجيبه بقوه وثبات
-أنا عاوزه أسكن في بيت ابويا
قطب حاجبه متعجباً وهو يكرر حديثها موزعاًنظره بينها وبين الطريق
-في بيت ابوكي ليه ياشمس ؟ما أنا عندي الجناح بتاعي في الفيلا ودا جناح متكامل
-معلش أنا هكون مستريحه في بيت أبويا
-بس ياشمس…
قاطعته وهي تلتفت نحوه
-لو سمحت خليني أحافظ على جزء من كرامتي
لم يعقب على كلامها لكنها لمحت يده التي اعتصرت المقصوده حتى أبيضت مفاصله وكأنه يحاول السيطره على أنفعاله
-اعتبره أول طلب اطلبه منك
أخذ نفساً عميقا ثم زفره بقوه عله يخفف غضبه هل زواجها منه أهان كرماتها لهذه الدرجه كانت تنتظر أجابته
ليحاول أسترداد هو بعض من كرامته هذه المره ليقول:
-ماشي ياشمس بس أنا متعلم على نظام في أوضة نومي عشان كده المكان الي أعيش فيه لازم يتضبط على مزاجي
-اه…طبعا أنا متفهمه يافارس بيه أن بتنا مش من مقام حضرتك بس البيت دا فيه ذكرياتي أنت ممكن تغير أوضه النوم بس دي الحدود الي أقدر أسمحلك التغير فيها
شعر بسخريتها التي زادت من حنقه ليهتف بحده
-لاحظي أني بستحمل تلميحاتك واعديها بمزاجي لكن ياريت يكون حوارنا فيه أحترام أكتر من كده
رغم انزعاجها من كلماته لكنها شعرت بأستحسان من أسلوبه الهادئ معها
-وأنا ما قصدتش أضايقك أنا بقول الحقيقه بس
-وانا هحترم ذكرياتك بس هبعت مهندسه ديكور وعمال يضبطو الأوضه ولو تحبي تبلغيهم طلباتك
-لا ملوش داعي هما أكيد يعرفو شغلهم
تعجب من ردها وبرودها لكنه لم يعر لأمر اهتماماً ليستطرد
-لو فيه حاجه تانيه عاوزه تطلبيها في المهر والشبكه أو مكان معين عاوزه تشتري منه
ابتسمت داخلها ابتسامه ساخره هل يظن أن نقوده ستغير الحقيقه أنها غصبت على هذا الزواج هل النقود سوف تعيد لها كرامتها التي خسرتها برضوخها لقرارهم
-مفيش داعي أنا أصلا مش عاوزه شبكه ولا مهر
فقال لها يلومها
-ليه ياشمس دا حقك؟
ضحكت مستهزئه وهي تنظر له
-أنا خسرت حقي من ساعه ما بقيت لعبه في أيد بدران
ليصحح لها بصوت غاضب
-قصدك من ساعه ما وافقتي على جوزنا
-أنا ماوافقتش أصلا أنا أتجبرت
تسارعت أنفاسه وازداد غضبه حتى برزت عروقه نافره
-على فكره أنا كمان اتجبرت على الجوازه دي يعني الحال من بعضه يادكتوره
توقفت سيارته فجأه لتصدر إطاراتها صريراً عنيفاً لاحتكاكها بالأرض ليرتد جسدها بقوه مترتطم بظهر المقعد
-أتفضلي وصلنا
قالها دون أن ينظر إليها
التفتت تنظر له بسخط ولملمت أغراضها التي تبعثرت ثم ترجلت صافعه الباب بشده خلفها
أسند ظهره على المقعد وأعاد رأسه إلى الخلف يتنهد بضيق من ماهو مقبل عليه
خرجت من سيارته تمثل الثبات لتدخل إلى المستشفى سارت حتى وصلت إلى أحدى الممرات الشبه خالية سندت يدها على الجدارتخرج أنفاسها الحبيسه بقهر لتهرب من عينها دمعه مسحتها بسرعه وهي تدعو الله أن تستطيع التحمل حتى النهايه
سارت حتى وصلت أحدى الغرف لتطرق الباب ثم دخلت لتجد نجوى تجلس تسجل بعض الملاحظات لترفع رأسها تتطلع لها بدهشه وهي ترى باقه الزهور التي تحملها
-كل سنه وانت طيبه يا صاحبتي
أتسعت ابتسامه نحوى وهي تقف متجه نحوها بخطوات سريعه تحتضنها
-ياحبيبتي دا أنا حتى نسيت متشكره أوي يا مشمش
خرجت من أحضانها لتعطيها شمس الزهور وتداعبها قائله
-أنا مجبتش تورته عشان أنتِ عامله دايت مش عاوزه ابوظو قلت ورد أحلى
رفعت الباقه تستنشق عطرها مسروره ثم تحتضنها وهي تتمايل بجسدها يميناً وشمالاً
-الله يجنن أول مره حد يجيبلي ورد
-الحمد الله أنها عجبتك
قالتها شمس وهي تضع حقيبتها في مكانها المخصص وتخلع سترتها مرتديه مكانها المعطف الأبيض الخاص بها
ثم وقفت تعيد ترتيب حجابها وتثبته بالدبابيس لتقترب منها نجوى مندهشه
-أي دا هو أنتِ هتباتي في المستشفى النهارده كمان أنتِ مش كنت هنا أمبارح ؟
-أيوه
ربتت على كتفها معاتبه أيها
-مش كفايه هروب مافضلش كتير على الفرح خلاص تقبلي الأمر الواقع
أغمضت عينها تطرد تلك الأفكار التي زادت سوء بعد لقائها به واتجهت نحو المقعد ترمي بثقل جسدها المنهك عليه وعينين نجوى تتبعها
-عقلي مش راضي يستوعب
-حاولي ياشمس مدام رضيتي تدخلي اللعبه لازم تتحملي
-وهو أنا رضيت بمزاجي يانجوى ما أنت عارفه الي فيها
وضعت الورد جانباً ثم سحبت الكرسي وجلست أمامها
-شمس دي حياة وسنتين من عمرك مش يوم وإلا يومين
ثم ربتت على قدمها تواسيها
-حاولي تتقبلي يامشمش وبعدين مين عارف مش جايز يطلع فارس مش وحش زي مانتي فاكره
-فارس وصلني لغايه هنا
ارتفع حاجب نجوى تسألها بدهشه
-أي وصلك للمستشفى ليه وقال أي؟!
لتخبرها شمس بما دار بينهما وطلبها الذي طلبته منه وردة فعله
-ودا ياستي كل الي حصل
-بس تعرفي ردود فعلو طبيعيه هو كمان راجل وعنده كرامه وجايز هو كمان أتجبر متنسيش جدو ممكن يكون الممول لتجارته فأكيد مش عاوز يخسره
تنهدت بأستياء وقالت بحرقه ودموعها تسبق كلماتها
-مش عارفه حاسه أني تايهه وسط صحره لا أنا عارفه طريقي ولا قادره أقاوم. تعبت يانجوى …تعبت أوي.. وخايفه اوي …
احتضنتها نجوى بقوه وهي تقول:
-أرمي حمولك على ربنا محدش عارف الخير فين
************************"" "" "
وقفت على استحياء بجانبه ينتقي لها خاتم خطبتها
-شوفي دا ياندى أي رأيك؟
يدها المرتعشه أبت التحرك حتى عاود سؤلها بعد أن اقلقه صمتها
-أي ياندى ماعجبكيش؟
لتجبر يدها على الإرتفاع والتقاط الخاتم بارتباك تنظر له برضى وتبتسم
-حلو
بادلها الابتسامه ودنا منها أكثر يشير لها
-طب جربي جايز ميطلعش مقاسك؟
ابتلعت ريقها بحرج تلك المره الأولى التي يكون بهذا القرب منها أمسكت الخاتم ويدها تزداد ارتعاش
حتى وضعته في إصبعها وعينه تتابعها إدارته حول إصبعها ورفعت يدها تنظر له
-حلو أوي
رغم انه كان يبتسم لها لكنها كانت تشعر ببروده ابتسامته إذا قارنتها بأبتسامه علي العاشقه التي تردد صدى ضحكاته داخل المحل لتلتفت ندى تراقب ذلك المشهد مستغله انشغال طارق بكلامه مع صاحب المحل
لتلتقط عينها امتعاض وجهه والده علي التي يرونها للمره الأولى أزعجتها نظره الاشمئزاز التي تنظر بها لشقيقتها
-اخترتي أي ياحبيبتي؟
-أي رأيك بدا ياعلي؟
التقط منها علي الخاتم ينظر له بأنبهار
-الله ياحبيبتي يجنن حلو ورقيق زيك
ابتسمت هدى ابتسامه خجله بعد إطرائه لكن ابتسامتها زالت عندما سمعت صوت والدته الممتعض
-بس موضه قديمه أوي مش عارفه أي الي عجبك بيه ؟
لتمسك الخاتم تنظرله بتعالي وتقول:
-مش حلو خالص هشفلكم غيره
تنحت هدى جانباً بعد أن تقدمت والدته لينظر علي لها بتوتر ثم اتبعها بنظرات أسف وترجي اقترب منها
ووالدته تمد يدها لها بخاتم من اختيارها وتقول بحده:
-شوفي دا أحلى
التقطت الخاتم منها باضطراب وعين صفاء تترقب ردت فعلها ليقف بجانبها ويهمس
-لو ماعجبكيش نغيرو
لترفع نظرها نحو صفاء وتجد عينها ترمقها بزدراء علمت أنها ترفضها وأن زواجها من علي رغما عنها
التفتت نحوه لتجده ينظر لها بتوتر أعادت نظرها نحو الخاتم الذي لم يروق لها تضعه بأصبعها مجبره
تمنت أن الايناسبها لكنه كان مقاسها تمام ليعود يهمس لها عندما شعر بعدم تقبلها له
-هدى لو الخاتم معجبكيش نغيره؟
-علي دا خاتم راقي وألا أنت عندك شك في إختياري أنت عارف اني بالبس من ارقى وأحدث الماركات وعارفه إيه الجديد
صدح صوت صفاء بهذه العبارات وكأنها تتعمد الانتقاص منها
-أيوه يا ماما عارف ياحبيبتي أنك شيك وقمر بس كمان أنا عاوز أشوف رأي هدى
أرضها مدحه وأغضبها طلبه رأي هدى في أن واحد ومازاد عينه التي تتوقد حب لها ويظهر جليا في معاملته لهالتحاول إحراجها
-أكيد هدى هيعجبها ذوقي والا أي؟
لم تعلم بماذاتجيب هل ترفضه أم تقبله نظرت نحو علي الذي أبتسم لها ابتسامته التي تعشقها وكأنه يخبرها
أنه بجانبها لكنها لا تريد أن تكون سبب في مشكله مع والدته لتقول مجبره
-ماما معاها حق ياعلي واختيارها جميل
ابتسمت صفاء ابتسامه إنتصار وأبتسم علي لها ابتسامه امتنان زاد موقفها حبها في قلبه وهو يراها تضغط على نفسها إرضاءاً له ولوالدته
لكن هذا المشهد جعل ندى تشعر بالخوف فيبدو أن شقيقتها ستعاني مع هذه السيده
-ندى …سرحانه فين؟
كان هذا صوت طارق الذي كان يحرك يده أمامها بعد أن رأى شرودها ثم نظر إلى ماكنت تنظر إليه
ليجدها تحدق بزوجته عمه ففهم ماتفكر فيه
-طنط صفاء بتحب علي أوي عشان أبنها الوحيد
التفتت اليه وقالت بسخط
-الظاهر انها مش بس بتحبه وبتغير عليه كمان
-الصراحه أيوه حتى من عمي ذات نفسه
نغزها قلبها وهي تبصر أول العقبات التي ستواجه شقيقتها التي ظنت انها الأوفر حظاً بينهم
**********************************
عادت إلى المنزل في وقت متأخر كعادتها لتجد ندى تنتظرها وقفت عندما رأتها تدخل الشقه
لكن شمس تجاوزتها متجه نحو غرفتها رغم نداء ندى المتكرر
-شمس…شمس استني عاوزه أكلمك
أغلقت الباب بقوه إداره المفتاح تمنع قلبها من الضعف أمام ندائها وتوسلاتها
-حرام عليك كفايه كده
كان هذا صوت هدى التي قالت كلماتها معاتبه لها
-اسكتي أنتِ ملكيش دعوه
لتهتف هدى بغضب وهي تعتدل في رقودها
-لا ياشمس ليا دعوه أنتو الإتنين أخواتي ومحبش أشوفكم زعلانين كده
نظرت لها نظره خاطفه وعادت تخلع ملابسها بلامبالاه
-هدى أنا تعبانه ودماغي مصدعه نامي وإلا ردي على رسايل حبيب القلب وسيبيني بحالي
تنهدت هدى بيأس وقالت:
-فارس شطب الاوضه وجاب الأثاث النهارده وسابلك البوكس دا
لتشير نحو صندوق وضع على سريرها
لاتعلم لماذا تشعر بضيق كلما ذكر أسمه وتعجبت من السرعه التي أنجز فيها تلك الغرفه فلم يمضي على طلبها سوى سبعه أيام جلست على السرير وفتحت غطاء الصندوق ليتجهم وجهها وهي ترى فستان زفاف أغلقت
الصندوق بسرعه ووضعته على إلارض لتركله بقوه دافعه أيها بعيداً تحت السرير وكأنها تحاول النسيان
أزاحت الغطاء بعنف واستلقت على السريرواضعه يدها تحت خدها الأيمن لتستنشق فجاه عطره ظنت أنها تتخيل لترفع يدها تقربها من أنفها لتجد يدها تمتلئ بعطره يبدو أن ذلك الصندوق اللعين قد غرق بعطره
لتنهض بسرعه وتاخذ زجاجه العطر خاصتها ترشها على يدها لتخفي آثار عطره البغيض من يدها
-أي يابنتي خنقتينا ؟!
قالتها هدى وهي تسعل و تضع يدها على أنفها متذمره
-نامي ياهدى وأقصري الشر أنا روحي في مناخيري
-نامي أنتِ عشان أقدر أنا كمان أنام
عادت إلى سريرها تستلقي عليه مره أخرى لتصلها همهمت هدى وصوت ضحكاتها الخافته تطلعت إليها لتجدها
تحدق في شاشه هاتفها والابتسامه تشق ثغرها ابتسمت بعفويه وتمنت لها دوام السعاده
ليعتصرها قلبها رغما عنها كم تمنت أن تعيش هذه اللحظات لحظات الحب الحلال وهي تنتظر مكالمه من خطيبها أو رساله حب منه تنسيها الدنيا بأكملها لتتنهد بحزن يبدو أنها لن تعيش قصه الحب التي طالماحلمت بها
شعرت فجاه با اهتزاز هاتفها الموضوع بجانب السرير مدت يدها تلتقطه لتجد رساله من رقم مجهول فتحت الرساله لتتسع عينها وهي تقرأ محتواها
-دا عنوان المحل الي اشتريت منه الفستان عشان لو المقاس مش مضبوط تقدري تغيريه
أنا متفق معاهم ،،،الفستان بأسم ،، مدام فارس الجوهري
استشاطت غضباً وهي ترى أسمه لتصيح بغضب
-فارس جاب رقمي منين؟
-أنا أديتو الرقم
قالتها هدى بعفويه متغافله عن بركان الغضب الذي نشب داخل شقيقتها
-لا يا هدى كده كتير
لتنهض حامله وسادتها وتندفع نحوها تضربها بها لتفزعها فعلتها
-اه يامجنونه!!
لتنهض هي الأخرى وتحمل وسادتها ترد لها الضربه حتى نشبت حرب وسائد بين الشقيقتين
تعالت معها ضحكاتهن التي كسرت سكون الليل وكأنهن اقتنصن لحظات من الزمن عادت بهن لأيام الطفوله
وصل صوت تلك الضحكات إلى مسامع ندى التي كانت تذرف الدموع من جفاء شقيقتها
لتمسح دموعها وتبتسم هي الأخرى مغمغمه
-سامحيني ياشمس
********************************""
كان يمسك هاتفه ينتظر أي رد منها بعد أن رأى الرساله قد وصلت لها مر وقت ولم يصله أي شى
زفره أنفاسه بقوه وهو يعاود النظر إلى شاشه الهاتف
تبا لكبريائها وعنادها ألم تكلف نفسها حتى بشكره ولم تعطي حتى رأيها بالفستان
ليتها تغادر فكره التي باتت تشغله ليلاً ونهاراً
******************************
مرت الأيام ولم يبقى على موعد زفافهم سوى يوماً واحد كانت جالسه شاردت الذهن عندما أخبرتها
أحدى الممرضات أن الدكتور طارق يريد رؤيتها
وقفت امامه في حيره ترى ماذا يريد منها اربكها تحديقه بها ثم سؤاله
-أي الي جابك النهارده أنتِ مش هنا من أربع أيام ندى بتقول انكِ مرجعتيش البيت من أربع أيام
لوت شفتها بسخط وقالت مستنكره
-هي لحقت تشتكيلك
-شمس بلاش العند دا ماعدش ينفع أنتِ فرحك بكره يعني النهارده حنتك المفروض أنتِ عروس
لتقول متهكمه
-ما أنت كمان عريس أي الي جابك
-عندي عمليه
-وانا كمان عندي شغل
امتعض وجهه يصرخ بحده
-شمس كفايه ممنوش فايده الهروب
-أنا مش بهرب
-لابتهربي من ندى وإلا من فارس مش عارف
أشاحت عينها عنه وقالت بغضب
-أنا مش بهرب أنا مش قادره أستوعب
شعر بألمها ليتنهد بفتور وقال بهدوء
-شمس لازم تستوعبي حياتك من بكره هتتغير وبعدين فارس مش وحش زي ما أنتِ فاكره وبكره الأيام تثبتك دا
لم يعجبها حديثه وقالت تنهي هذا النقاش العقيم
-يبقى خلي الأيام هي الي تقنعني جايز أقدر أستوعب
-صدقيني ياشمس مش عشان فارس أخويا بس هو محتاجك محتاج إنسانه زيك في حياته وأنت كمان محتاجاه
أغضبها حديثه لترد عليه بحنق
-أنا مش محتاجه حد ياريتكم لو تسيبوني بحالي
زفر نفساً طويلاً وهز رأسه بقله حيله
-خلاص ياشمس أنتو بقيتو قدر بعض
-مع الأسف عندك حق قدري الي أتفرض عليا
نظر لها بضيق فعنادها سيتعبها
-روحي ياشمس خلاص أنتِ في أجازه لأسبوع قابل للتجديد
ابتسمت باستهزاء وتركته مغادره غرفته لينظر لإثرها ويضحك مردداً
-ربنا يعينك يافارس
*********************************
وفي اليوم التالي جلست على سريرها فلقد رفضت الذهاب إلى مركز التجميل مع شقيقاتها تنظر إلى الساعه
لماذا اليوم يمر الوقت مسرعاً لم يتبقى سوى ساعات على موعد الحفل الذي أصر بدران على إقامته في افخم
قاعات الأفراح ابتسمت ساخرهوهي تحاور نفسها
-أيوه يابدران ياجوهري لازم الشو يكمل على الآخر
نهضت من السرير ثم جثت على ركبتها تنظر تحت السرير لتمد يدها تسحب ذلك الصندوق لتفتحه تخرج الفستان لترفعه أمام نظرها كان بسيطاً وانيقاً في ذات الوقت
-والله وطلع عندك ذوق يا أبن الجوهري
رمته بأهمال على السرير تخرج باقي محتوياته لتجده بكج متكامل يشمل الحذاء والحقيبه وحجاب واكسسواراته
وزجاجه عطر من أحدى الماركات العالميه فتحت الزجاجه ونثرت العطر في الهواء لتستنشق رذاذه
أعجبها عطره لتنظر نحو الزجاجه بأستحسان
-لا شاري ومكلف يافارس بيه أكيد مهو لازم العروسه تليق بجنابك
أخذت حماماً وأرتدت الفستان لتقف امام المرأه تندب حظها هل هذه اللحظه التي تتمناها كل فتاه
هذه اللحظه التي كانت يجب أن تكون أسعد لحظات حياتها
لكنها تشعر انها اتعس لحظات حياتها هذا الفستان الأبيض حلم كل فتاه تراه اليوم هي كفناً لها ولاحلامها وطموحها
حركت يدها عليه تستشعر قماشه المزخرف لتشعر كأنه يخنقها حتى اختنقت أنفاسها وسالت دموعها دون عناء
استدارت متجهه نحو صوره والدها تشكو له
-النهارده أنا عروسه ياحبيبي …بس أنت مش معايا
كان نفسي تكون معايا يمكن كنت خففت عني …
كان نفسي ماما تكون موجوده نفسي اترمي بحضنها وأعيط
محتاجه حد يطبطب عليا يابابا …حبيبتك تعبانه …
كان نفسي أتجوز حد شبهك حنين وطيب …كان نفسي يعوضني حنانك
ثم أختنق صوتها وهي تخرج كلماتها بقهر
-كان نفسي أحب وأتحب …حتى دي أستكتروها عليا
أول مره أحس باليتم …من بعدك كنت دايما بحسك معايا
لكن غصب عني النهارده حاسه نفسي يتيمه من غيرك …كسروني يابابا …
رفعت صورته تقبلها عده قبلات ومسحت عينها تقول بحسره أرفقتها بأبتسامه استهزاء
-اهو بدل القفص الذهبي هيكون سجن
وضعت الصوره جانباً واتجهت للمراه تلملم خصلات شعرها وتشبكها معاً وتزين وجهها بلمسات
بسيطه من الزينه كانت تلف حجابها لتتأوه بعد أن افزعها رنين هاتفها فغرست الدبوس في أصبعها من دون قصد
ليمتعض وجهها رفعت الهاتف بعنف واجابت ساخطه
-الو
لترتعش ويخفق قلبها بأضطراب وهي تسمع صوته يقول:
-أنا مستنكِ بره
