رواية ما لم يقله المنام الفصل الثامن 8 بقلم هاجر نورالدين


 رواية ما لم يقله المنام الفصل الثامن 8 بقلم هاجر نورالدين


_ رايح فين ورايق كدا يا عصام باشا؟


كان سؤال كريم أخويا ليا بسخرية وهو شايفني بجهز بإبتسامة،

بصيتلهُ وإختفت الإبتسامة من وشي وقولت:


= وإنت مالك؟


قعد قدامي على السرير وشبِك إيديه في بعض وقال بتريقة:


_ رايق يعني وقاعد بتغني وتدندن ومبسوط،

رايح تقابل واحدة ولا إي يا حضرة الظابط؟


بصيتلهُ بجنب عيني وقولت بتوتر بخفيه بطريقة قرف وأنا بكمل لبس:


= واحدة إي وعبط إي يابني إنت نسيت بتكلم مين ولا إي؟


إبتسامتهُ وسعت وقال بنبرة إستهزاء:


_ أصل اسألني أنا بالذات في الشعور اللي بيبقى قبل المقابلة دا،

أصل أخوك زي ما إنت عارف يعني بيحب ومجرب الشعور دا قبل كدا.


رديت عليه بعصبية أداري بيها توتري وأنا بغير الموضوع:


= حب إي وكلام فاضي إي، وبعدين مدفعتش ليه مصاريف الجامعة اللي بعتتهالك؟


بصلي بصدمة وقال:


_ مين اللي قالك حاجة زي دي، دفعتها وربنا!


بصيتلهُ بنظرة شك مشكوك فيها أصلًا وأنا بحاول أخليه يتوه عن الموضوع أكتر وقولت:


= آه بحسب، طيب شد حيلك عشان سمعت إن في إمتحانات ميدترم الإسبوع الجاي لو وقعت فيها هوقعك من الدور العاشر.


رد عليا بتوتر هو المرة دي وقال:


_ لأ لأ دا أنا هروح أذاكر أهو على طول.


سابني بعدها وخرج وأنا خدت نفسي،

ما أصل مينفعش برضوا بعد كل دا وكل اللي بعملهُ فيه أنا اللي أحب وأبقى مراهق.


ولا ثواني!

ما أنا دا وقتي إني أحب فعلًا وأتجوز!


أنا عندي 28 سنة هتجوز إمتى في سنيني السودا دي؟


خلصت لبس ونزلت بسرعة على اللوكيشن اللي كانت ليلى بعتاهولي فيه عنوان الكافيه اللي هنتقابل فيه.


طول الطريق كنت فعلًا متحمس بشكل مراهق،

كأني لسة في ثانوي ورايح أقابل البنت اللي بحبها.


أنا مقرر إني هفاتح ليلى في أني عايز أتقدملها ولكن بعد ما القضية بتاعتها مع أخوها والمشاكل اللي عندها تخلص.


وصلت الكافيه ونزلت من العربية،

دخلت بصيت في كل مكان وكانت ليلى قاعدة على طربيزة وباصة في اللاشيء وسرحانة.


قربت منها بإبتسامة وأنا قلبي بيدق بيسرعة،

قعدت قدامها وهي إنتبهت ليا وإبتسمت.


إتكلمت بتساؤل وقولت:


_ إتأخرت عليكِ؟


ردت عليا وقالت بإبتسامتها الجميلة:


= لأ ولا يهمك، أنا قاعدة من خمس دقايق بس.


إبتسمت وقولت براحة:


_ طيب الحمدلله طمنتيني.


إتكلمت بعدها بتساؤل وقالت:


= إمم طيب قهوتك إي؟


إتكلمت وأنا بشاور للويتر:


_ تركي سادة وإنتِ؟


إبتسمت وقالت برِقة:


= كاراميل.


بصيت للويتر بعد ما جه وقولت:


_ من فضلك عايز واحدة تركي سادة وواحدة كاراميل.


خد مننا الطلب ومشي، 

بصيت ناحية ليلى وقولت بتساؤل وإبتسامة:


_ أنا عارف إني هتطفل عليكِ شوية بس ممكن تقوليلي عندك كام سنة وتكلميني عن نفسك أكتر؟


بصتلي بعدم فهم وقالن بتساؤل:


= دا ليه؟


إتكلمت ببعض من الإحراج والتوتر وقولت:


_ يعني عادي أدينا بندردش ونتعرف أكتر وإحنا بنشرب القهوة.


إبتسمت وقالت:


= عندي 23 سنة، بس أكلمك عن نفسي دي مش عارفة بصراحة يعني أنا بنت عادية جدًا أهلها إستغنوا عنها من 6 سنين لما كانت طفلة ولما راحت لقرايبها محدش حب يشيل شيلة مش شيلتهُ.


وقررت بعدها إني أعتمد على نفسي وأشتغل وكنت ببات في البداية في سكن الشغل مع باقي البنات لأن طبعًا وقتها مكانش ليا مكان.


وقررت كمان من بداية شغلي وعشان عرفت إزاي الفلوس بتيجي بالصعب ومش سهلة أبدًا وإني كنت عايزة أتخلص من المعاناة دي بسرعة مش عايزة أفضل فيها طول حياتي.


قررت إني هحوش كل جنيه باخدهُ، حتى أكل وشرب مش هجيب وهكتفي بالوجبات اللي بتتقدم في الشغل.


لحد ما فات حوالي 4 سنين وقدرت أدفع مقدم الشقة وإشتغلت في مكان تاني بمرتب أعلى وخدت خبرات في مجالات أكتر.


وحوشت أكتر كمان لحد ما دفعت مقدم عربيتي بعد ما سديت كل أقساط الشقة ولكن لسة معايا أقساط العربية والحمدلله قدرت أغير حياتي والهم اللي كان مستنيني في 6 سنين.


يمكن مش بالسنين الكتير ولكن بالنسبالي عدوا كأنهم 60 سنة غير الأهانة والبهدلة وكل القرف اللي شوفتهُ في البداية.


خلصت كلامها وهي مبتسمة وفخورة،

والحقيقة أنا كمان كنت فخور بيها وكنت بسمع وأنا قلبي بيتعصر عليها.


يمكن لو سمعت الحكاية دي من حد تاني عادي،

ولكن من ليلى كان ليه تأثير تاني على قلبي وخلاني عايز أعيط.


إبتسمت وقولت بتنهيدة:


_ والحقيقة أنا كمان فخور بيكِ يا ليلى،

إنتِ مجتهدة وذكية وناجحة وتستاهلي كل خير.


إبتسمت وقالت بإحراج:


= ربنا يخليك مش بحكيلك عشان تقولي كدا أنا بس بحكيلك عن نفسي اللي مش عارفاها لحد دلوقتي.


إتكلمت بإبتسامة وتشجيع وقولت:


_ وأنا أوعدك هتعرفيها لأنك قوية وشاطرة وأنا هساعدك في دا.


بصتلي بإمتنان وهي مبتسمة وساكتة،

إتكلمت بتذكر وقولت:


= أيوا صح أنا لقيتلك شقة ولقيت مشتري للشقة بتاعتك، مكنتش عايز أقولك على الشقة غير لما آلاقي مشتري للشقة بتاعتك الأول بنفس السعر ولقيت.


بصتلي بأمل وحماس وقالت:


_ بجد، فين طيب الشقة؟


إتكلمت هنا بإحراج شوية وقولت بإبتسامة وسعادة الحقيقة:


= في العمارة اللي في وشي.


بصتلي بريبة شوية وعشان كدا قولت بسرعة وأنا بنفي بإيدي:


_ لأ لأ ثراني متفهميش غلط، أنا بس المنطقة اللي ساكن فيها كويسة ومحترمة وأثناء ما أنا بدور لقيت الشقة دي وبصراحة شايفها لُقطة والقرار يرجعلك برضوا لو مش عايزة المنطقة وكدا.


إبتسمت وقالت بهدوء:


= لأ دا إحنا نتشرف نسكن في نفس منطقة عصام باشا.


إبتسمت براحة من إني متفهمتش غلط وقولت:


_ وصدقيني لو المكان هناك مش كويس أنا مكنتش عرضتهُ عليكِ أبدًا بس هي منطقة سكنية محترمة وراقية وهادية جدًا.


إتكلمت بإبتسامة وهي بتهز راسها:


= يبقى إتفقنا، هبقى آجي أشوفها بكرا إن شاء الله مع صاحبتي ومامتها لو في إمكانية آجي بكرا؟


إتكلمت بإبتسامة واسعة وقولت:


_ أيوا طبعًا تعالوا وأنا هبقى معاكم برضوا.


جات القهوة وبدأنا نشربها وقولت بحمحمة وتردد:


= في حد في حياتك؟


بصتلي بهدوء لدقيقة كاملة من غير رد وكنت في الدقيقة دي رغم هيبتي والله خايف ومتوتر وعايز الأرض تنشق وتبلعني.


ولكن إبتسمت بهدوء وبصت على كوباية القهوة ورجعت بصتلي وقالت بكل بساطة:


_ لأ.


إبتسامتي بقت واسعة من الودن للودن ومش قادر أتحكم فيها،

بصيتلها وقولت بتساؤل مش لايق على شكلي:


= دا ليه كدا؟


ضحكت على شكلي وقالت:


_ عشان لسة ملقيتش اللي عايزاه.


قربت شوية بحماس من الطربيزة وقولت بتساؤل وفضول:


= ومين بقى اللي عايزاه يعني عايزاه يبقى إزاي؟


إبتسمت بهدوء وقالت وهي بتاخد شنطتها وبتقوم:


_ أنا أسفة جدًا بس أنا اتأخرت ولازم أمشي عشان أخلص شوية شغل ورايا قبل ما أنام وكمان واضح إن حضرتك مشغول لإن موبايلك مش مبطل رن.


قومت وقفت أنا كمان وأنا ببص لموبايلي وبتوعد لطارق الزنان دا،

ما أنا نسيت أقولكم إني عملت موبايلي سايلنت في الساعة اللي قعدتها معاها دي مش هتتكرر تاني.


روحنا عند الكاشير وهي كانت هتطلع فلوس،

نزلت إيديها من على شنطتها بالمحفظة وأنا ببصلها بحِدة.


حاسبت وطلعنا ولما طلعنا قالت بتساؤل وعدم رضا:


_ بس إحنا متفقين إن العزومة عليا!


إبتسمت وقولت وأنا بغمزلها:


= المرة دي متتحسبش عشان الشغل اللي ورانا،

أنا لسة مخدتش قهوتي منك.


بصتلي وقالت بإبتسامة ورفعة حاجب بدهشة:


_ والله!

وكل مرة بقى يبقى الوضع كما هو عليه، لحد إمتى؟


قربت شوية من مستوى طولها وقولت بصوت واطي شوية:


= لو سمحتي يعني لآخر عمري؟


بصتلي بصدمة وعدم إستيعاب وأنا لبست نضارتي الشمسية وأنا بضحك وروحت لعربيتي وشاورتلها تركب عربيتها.


ركبت فعلًا وهي محرجة وبتداري كسوفها مني،

مشيت وراها لحد ما وصلت البيت بأمان وأنا مبتسم ومبسوط.


بعدها طلعت موبايل ورديت على طارق بزعيق وحدة وقولت:


_ الدنيا طارت ولا إتهدت يا طارق بيه عرفني؟

إشحال ما كنت قايلك إن الساعة دي مهمة ومترنش عليا فيها!


رد عليا طارق بإستغراب وقال:


= إشحال!

يا عصام باشا بتصل بيك من بدري عشان تقرير الطب الشرعي خرج واللي شوفناه كان صدمة لينا كلنا ممكن تيجي؟


إستغفرت بعصبية وخدت نفس عميق وقولت:


_ طيب ما تسيبهُ لحد ما آجي يا طارق دا هي ساعة زمن!


إتكلم وقال بتصميم:


= لأ لأ الموضوع صادم لدرجة صعبة بجد ولازم تشوف بنفسك اللي عرفناه.


نزلت الموبايل من على ودني بعصبية من غبائهُ وقولت:


_ ما كدا كدا هشووف!!


رجعت الموبايل على ودني بس قبل ما أتكلم نزلتهُ تاني وقفلت في وشهُ وقولت بعصبية:


_ ولا إنت خسارة فيك السلام حتى بغبائك دا.


مشيت بعدها للقسم ولما وصلت دخلت مكتبي وأنا برمق طارق بنظرات حادة وبجز على سناني وقولت:


_ هات التقارير يا أخر أخر أخر صبري.


أداني التقارير وهو متأثر جدًا وقال بصدمة:


= أتفضل.


مسكت منهُ الورق وأنا مش فاهم مالهُ دا لحد ما قرأت وإتصدمت زيي زيهُ بالظبط ويمكن أكتر.


بعد تحليل وفحص الطب الشرعي إكتشفوا إن البصمات والحمض النووي راجعة لـ عمها وإبن عمها.


بصيت لـ طارق بصدمة وقولت بغضب:


_ جبتوهم ولا لسة؟


إتكلم طارق وقال بحزن:


= جبنا إبن عمها بس عمها دا مش لقيينهُ لسة، أول ما عرف إننا لقيناها هرب وبعتنا ناس تدور عليه.


إتكلمت بغضب وقولت:


_ يبقى عندي بكرا بالكتير يا طارق، سامع؟


إتكلم طارق وقال:


= تمام.


خد بعضهُ بعدها وطلع، معقولة!


معقولة ممكن عم يعمل كدا في بنت أخوه مع إبنهُ!


طيب إزاي وإزاي محدش خد بالهُ من العيلة قبل كدا،

حطيت وشي بين كفوفي وأنا بسترجع شكل البنت.


مش قادر أنسى شكلها وأنا متخيل كم القسى والقهرة والحزن والصدمة والمشاعر السلبية كلها اللي حست بيها في الوقت دا.


وهي شايفة أكتر ناس المفروض سندها ويحموها هما نفسهم اللي بيدمروها!


إتنهدت وفضلت آخد نفسي بشكل ملحوظ أكتر من مرة،

بحاول أمنع نفسي منزلش الحجز وأفضل أضرب في الحيوان اللي تحت لحد ما يموت.


فضلت على الحالة دي شوية لحد ما غفلت من كتر العصبية،

ودا بيحصلي كتير جدًا بشكل لا إرادي لما بنفعل جامد وأنا في مكاني وهادي خارجيًا بنام عشان الضغط اللي عليا يخِف.


_____________________


_ خالد أنا قولتلك مش هتجوزك.


إتكلم خالد واللي كان إبن عمها وقال برفعة حاجب وإستهزاء:


= ودا مش بمزاجك ولا عمك مبلغكيش،

ولا شكلك إنتِ اللي نسيتي إن البنات عندنا مينفعش تقول آه أو لأ!


إتكلمت ليلى وقالت بهدوء:


_ ودا شيء ميخصنيش لأنهُ عندكم وأنا مش من عندكم، عن إذنك عشان وقفتنا دي فيها شُبهة ليا.


كانت هتمشي من قدامهُ بعد ما كان الحوار دا بيدور في الشارع وتحديدًا شارع أنا عارفهُ كويس.


دا الشارع بتاعي!

قبل ما تمشي مسكها من دراعها بعنف يوقفها مكانها وقال بغضب:


_ إنتِ شكلك إتجننتي وعايزة يتعاد ربايتك من أول وجديد.


بعدت دراعها عنهُ بعنف وقالت بغضب وإنفعال:


= هو إنت مجنون ولا إي؟

إزاي تسمح لنفسك تلمسني أصلًا!


إتكلم بلا مبالاة وقال بإستفزاز:


_ أنا خطيبك يعني براحتي شئتي أم آبيتي.


ردت عليه بنفس طريقة الإستفزاز وقالت:


= وأنا مش خطيبتك ولا أعرفك ومخطوبة لظابط اللي لمحك دلوقتي هيقطعك شئت أم آبيت.


وقبل ما يرد عليها وهو متعصب جيت ووقفت قدامها وأنا بسألها بقلق:


_ في إي يا ليلى؟


عشان تجاوبني بإبتسامة وثقة وهي بتشاور عليه وبتقول:


= الشخص دا بيضايقني وقال إي بيقول إنهُ هيخطبني غصب عني، هو ينفع يا حضرة الظابط واحدة تتخطب مرتين في نفس الوقت؟


إبتسمت وغمزتلها قبل ما ألفلهُ وأنا قالب وشي ومش ناوي خير أبدًا وقولت:


_ لأ يا قلب حضرة الظابط مينفعش، لا يجوز.


#هاجر_نورالدين

#ما_لم_يقلهُ_المنام

#الحلقة_التامنة

#يتبع


           الفصل التاسع من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا     

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×