رواية ما لم يقله المنام الفصل الثاني عشر 12 بقلم هاجر نورالدين
_ في إي تاني يا طارق على الصبح؟
كان سؤالي بقريفة وغضب ونعاس لـ طارق اللي بيرن،
رد عليا وقال بإقتضاب ونبرة حموات شوية:
= جبنا حسام أخو الأنسة ليلى ومسكناه لأنهُ البيه كان هربان وبيتاجر في المخدرات كمان ومكسناه متلبس، إتفضل العيلة اللي عايز تناسبها يا عصام باشا يا وكيل النيابة يا محترم.
شيلت الموبايل من على ودني وبصيتلهُ بإستغراب ودهشة،
هو في إي بالظبط؟
رجعت الموبايل تاني على ودني وقولت بهدوء وأنا بقوم:
_ جايلك يا طارق سلام.
رد عليا وقال بنبرة مقتضبة:
= ما إنت لازم تجيلي لازم...
قفلت السكة في وشهُ لإني مش طايقهُ الحقيقة،
قومت ودخلت خدت دش ونزلت على طول.
كانت الساعة 9 الصبح وقتها،
تسليم مخدرات إي دا اللي الصبح وسط النور!
للدرجة دي الناس بقت بجحة ومش هاممها حد!
بعد شوية وقت وصلت للقسم وقبل ما أفتح المكتب خبطت.
ردت عليا ليلى من جوا وكانت صاحية وقالت:
_ إتفضل يا عصام أنا صاحية.
فتحت باب المكتب ودخلت وهي كانت واقفة بحماس،
أول ما شافتني إبتسمت وقالت:
_ صباح الخير.
إبتسمت أنا كمان وقولت بسعادة الحقيقة:
= صباح النور، نمتي كويس؟
لفت عينيها شوية في المكتب وقالت بإحراج وإبتسامة:
_ مش أوي يعني بصراحة كنت حاسة بأرق.
قربت شوية منها وقولت بتساؤل وقلق:
= ليه كدا في حاجة؟
جاوبتني وقالت:
_ لأ لأ عادي بس يعني يمكن عشان تغيير المكان وكدا وكنت حاسة إني لوحدي فـ كنت خايفة شوية.
إبتسمت براحة وقولت بهدوء وإطمئنان:
= متقلقيش إنتِ مش لوحدك القسم بيبقى مليان والتابلت معاكِ قولتلك لو في آي حاجة رني عليا مش هتأخر عنك.
إبتسمت وقبل ما ترد جه طارق وقف في النص ما بيننا وقال بتنهيدة وبنبرة ضيق ومعقد حواجبهُ وقال:
_ وبعدين يعني يا عصام باشا ورانا شغل وهم ما يتلم حضرتك بتعمل إي؟
إبتسمت لـ ليلى وبعدين بصيت ناحية طارق وقولت وأنا بجز سناني ولسة الإبتسامة على وشي:
= إنت مالك كدا في إي، هو إنت مراتي ولا إي بالظبط؟
ربع إيديه بغضب طفولي بجد زي العيال الصغيرة وقال بضيق:
_ ما من ساعة ما الأستاذة ليلى شرفت حياتنا وإنت ناسيني خالص وولا كأننا كنا صحاب كل قلقك وتركيزك معاها وحتى في الأكل بتسألها وبتنساني دا إنت إمبارح سألتني وأنت بتطلب أصلًا وبالصدفة كمان!
كنت ببصلهُ وأنا مذهول والله ومش عارف أضحك ولا أحضنهُ اللي متحضنش وهو صغير دا ولا دا جفاف عاطفي وجاس فس حِتة غلط ولا إي!
حطيت إيدي على فمي ثوانٍ وأنا بداري الضحكة،
وبعدين شيلت إيدي وأنا بتحمحم وقولت بهدوء وأنا بحط إيدي على كتفهُ:
= بص يا طارق يا حبيبي إحنا صحاب لسة عادي بس زي ما فهمتك في العربية وكمان هي دلوقتي في مشكلة وكارثة كبيرة جدًا كمان فـ طبيعي أبقى مشغول معاها هي أكتر الفترة دي،
وبعدين يا حبيبي فهمنس وعرفني لو إنت عايزني أجييلك عروسة عشان الجفاف العاطفي اللي عندك دا هيخلي الناس تشُك فينا،
يعني مثلًا أقرب مثال بص ليلى بتبصلنا إزاي؟
بصينا إحنا الإتنين ناحيتها وأنا شايفها بجنب عيني وهي باصة ناحيتنا وفي علامات إستفهام كتير حواليها ونظرة إشمئزاز على إستغراب على عدم فهم على محاولة للإستيعاب.
شيلت إيدي بسرعة من على كتف طارق وقولت بعملية وجدية بعد ما إتحمحمت:
= إحم، ندخل في المهم على طول، فين هو حسام هاتهولي،
عرفت حاجة عن العينات وصاحب التروسيكل؟
إتكلم طارق بطريقة قمص ولكن قال بجدية:
_ هجيبهولك، أيوا المفروض هستلم التقارير الساعة 11 وصاحب التروسيكل جبناه بس مش نفس الجسم اللي كان راكبهُ.
روحت ناحية كرسي المكتب وقعدت وأنا بقول بعملية:
_ طيب هاتلي بتاع التروسيكل الأول وبعديها حسام.
خرج طارق بعدها عشان يجيبهُ،
بصيت ناحية ليلى وقولت بتساؤل:
_ هتقعدي عادي وأنا بحقق معاه؟
بصتلي وقالت بهدوء وتوتر:
= أيوا مش هتكلم.
هزيت راسي بتفهم وسكتت،
بعد دقيقتين كان قاعد قدامي صاحب التروسيكل.
فعلًا مش نفس الجسم، دا ما شاء الله هضبة شوية،
التاني كان أرفع وأقصر من كدا بكتير.
إتكلمت بتساؤل وقولت:
_ إنت عارف إنك هنا بسبب آني تروسيكل بالظبط صح؟
جاوبني الراجل بقلق شوية وعدم فهم وقال بتساؤل:
= أيوا بس مش فاهم أنا هنا بسببهُ ليه؟
إتنهدت وقولت بهدوء:
_ هتعرف دلوقتي، إنت في حد بياخد التروسيكل بتاعك دا؟
جاوبني الراجل وقال بهدوء:
= أيوا دا الطبيعي والعادي يعني،
أصل أنا بأجرهم للي محتاجهم سعادتك يعني في نقل حاجة بتاع يعني بأجرهم باليومية سواء هما عندهم السواق أو بجيب ليهم حد من عندي.
إتكلمت بتساؤل وأنا بقرب من المكتب شوية وقولت:
_ طيب إنت فاكر يوم 13/7 الساعة حوالي 7 أو 8 الصبح كدا ويمكن قبل كدا كمان أجرتهُ لـ مين؟
سكت الراجل شوية بيفتكر وبعدين قال بتذكر وقلق:
= أيوا أيوا فاكر الراجل دا مخصوص عشان محدش بيأجر مني في الأوقات دي إلا نادرًا أوي، هو جالي الساعة 6 الصبح لحد البيت صحاني لأني أصلًا بفتح المحل الساعة 1 أو 2 الضهر.
المهم حضرتك هو واحد عندنا في المنطقة يعني عارفهُ من بعيد شوية العلاقة بيننا مش اللي هي برضوا، المهم حضرتك قالي عايز تروسيكل عشان ينقل الشوِلة بتاعت الخضار اللي جايبينهُ لخالتهُ.
قولتلهُ من عيني وإديتهُ التروسيكل وبعدها خدهُ وهو بيني وبينهُ شارع أصلًا فـ عادي، ورجعهولي في نفس اليوم بالليل على طول ولحد دلوقتي مبصتش عليه ومشوفتش فهيم دا تاني.
بصيتلهُ بتركيز وقولت بتساؤل:
_ حلو أوي، كدا إحنا عايزين نروح نبص على التروسيكل اللي محدش جه جنبهُ دا وعايزين نجيب فهيم دا، الأول قولي مين فهيم؟
بصلي الراجل بقلق وتردد وقال بتساؤل:
= معلش يا باشا يعني بس قولي إي الموضوع هو مهما كان إبن منطقتي وأنا كدا بجاوب على أسئلة وأنا مش فاهم حاجة وزي الأطرش في الزفة؟!
رديت عليه بهدوء وإبتسامة وقولت:
_ لا ولا آي حاجة هو بس متهم في قضية قتل وبالتروسيكل بتاعك.
الراجل إتخض وقال بفزعة بعد ما إترعش في مكانهُ:
= يالهوي قتل!
والله ياباشا ما أعرف حاجة أنا مجرد أجرتهُ بس،
فهيم دا أصلًا بلطجي ومعروف عندنا في المنطقة بكدا،
ودايمًا الناس بتاعت المشاكل لما بيعوزوه في خناقة أو حاجة مش ولابد يعني بيطلبوه بالإسم كمان لكن أنا والله ما أعرف ولا ليا دخل يا بيه!
إتكلمت وأنا بطمنهُ وقولت:
_ متقلقش محدش متهمك في حاجة،
خليك إنت بس متعاون معانا للأخر ومش هيحصلك حاجة.
إتكلم الراجل بقلق وقال:
= تحت أمرك ياباشا طبعًا تحت أمرك.
بعدها خرجتهُ يستنى شوية برا ودخل طارق بحسام،
اللي أول ما شاف ليلى إبتسم إبتسامة جانبيه لثانية واحدة ولكنني لمحتها وزودت غضبي وناري من ناحيتهُ أكتر.
قعد قدامي وهو بارد جدًا وهادي،
إتكلمت بإبتسامة وقولت بتساؤل:
_ قولي يا حسام أخبار فهيم إي؟
بصلي مرة واحدة بصدمة وبعدين قال بتوتر بيحاول يخفيه بالبرود المزيف اللي محاوطهُ:
= فهيم مين؟
رجعت ضهري للكرسي بأريحية وقولت بإبتسامة:
_ فهيم اللي بعتتهُ وأجرتهُ عشان يقتل والدتك معاك ويبعت جثتها لأختك عشان تلبسها القضية، بس تصدق لسة معرفتش مين العبقري بتاع الألكترونيات اللي فصل الكاميرات ولكن هعرفهُ من فهيم وبجيبهُ أنا مبغلبش إنت لسة متعرفش مين عصام باشا.
فضل باصص في الأرض شوية بيحاول يداري غضبهُ وبعدين قال بهدوء مزيف جدًا:
= أنا معرفش آي حاجة من اللي حضرتك بتتكلم عنها.
هزيت راسي وقولت بهدوء:
_ مفيش مشكلة التقارير تطلع وهتعرف كل حاجة،
أو هتفتكر كل حاجة، وغير قضية المخدرات هتبقى مخدرات وقتل وقضايا تانية كتير أنا شايلهالك والمرة دي مفيهاش غير إعدام ولا غرامة ولا الجن الأزرق يعرف يخرجك منهم.
الغضب بان عليه في اللحظة دي وفضل ساكت،
طلبت العسكري اللي برا وخدهُ رجعهُ للحجز تاني.
المرة دي حسام عامل حسابهُ وكان معاه محامي برا،
وبالتأكيد هو جاي على قضية المخدرات.
وكان مفهمهُ ميتكلمش ولا يرغي كتير جوا عشان ميوقعش نفسهُ في غلط والأكبر إنهُ خد الصدمة جوا ولبس قواضي تانية.
كان طارق واقف قدامي وقال بتساؤل:
_ هنروح فين دلوقتي؟
إتكلمت وأنا باخد محفظتي وحاجتي;
= هنروح مع الراجل بتاع التروسيكل عشان نكشف عليه يمكن نوصل لدليل فيه الراجل بيقول إنهُ ملمسهوش لسة وبعدين هناخد معانا رجالتنا عشان نقبض على فهيم دا ودا اللي كان سايق التروسيكل وبالتأكيد هو اللي عمل الجريمة وإن شاء الله لو كدا يبقى ليلى خرجت منها.
إتحركنا بعدها مع الراجل صاحب التروسيكل وورانا عربية تانية.
بعد ما وصلنا وبعد شوية من الكشف شوفت دم متجلط على التروسيكل غير الشوال اللي كانت فيه الجثة.
طلبت منهم ياخدوا العينة دي وبعد فحص الشوال لقيت فيه شعر طويل وبالتأكيد لو كل اللي وصلنا ليه صح فـ دا شعر والدة ليلى.
خدنا العينات وبعدين طلبنا من الشخص صاحب التروسيكل يورينا بيت فهيم.
روحنا وكبسنا على البيت بتاعهُ وكان بيحاول يهرب ولكن بعد مطاردة دامت حوالي رُبع ساعة قبضنا عليه تحت تهديد السلاح.
كانت الساعة وقتها 2 الضهر،
رجعنا القسم وقعد فهيم قدامي وهو خايف ومتوتر.
إتكلمت بتساؤل وقولت:
_ مين اللي زقك تعمل الجريمة بتاعت التروسيكل؟
إتكلم فهيم بسرعة وقال:
= لأ ثوانٍ ياباشا أنا مقتلتهاش أنا يادوب نقلت الجثة وعملت اللي إتطلب مني غير كدا أنا ماليش يد فيه، أنا أنفذ آي حاجة تطلب مني إلا القتل آه.
إتكلمت بهدوء وعدت السؤال من تاني:
_ أيوا يعني مين اللي زقك تعمل كدا ومين اللي قتلها؟
بص فهيم ناحية ليلى بتوتر وبعدين بص ناحيتي وقال بهدوء وتردد:
= حسام هو اللي قتل أمهُ وقالي أنقلها لـ بيت الأستاذة دي دا كل اللي أنا عملتهُ النقل بس غير كدا أنا ماليش دعوة بآي حلجة تانية.
إتكلمت بإبتسامة سخرية وقولت:
_ وإنت يعني مستصغر الجريمة دي؟
ومين بقى بتاع الإلكترونيات اللي فصل الكاميرات؟
جاوبني بنفس التوتر والتردد وقال:
= واحد صاحبي بنشتغل مع بعض دايمًا.
طلبت طارق وكدا أنا إستكفيت من ناحيتهُ وخدت اللي أنا عايزهُ،
فاضل بس التقارير تطلع عشان تبقى الأدلة واضحة وصريحة وتبقى ليلى مالهاش يد بشكل نهائي فيها.
نزلوا فهيم الحجز مع حسام وبعدين حط طارق قدامي التقارير بتاعت عينات إمبارح وقال:
_ طلعت الولاعة بتاعت فهيم دا وعليها بصماتهُ،
والشعر اللب كنا باعتينهُ كان 3 شعريات،
ليلى وحسام وفهيم، وليلى طبيعي لإن دي شقتها ولكن اللي مش طبيعي!
كملت كلام وقولت بسعادة:
= حسام وفهيم.
إبتسم طارق وقال بفخر:
_ عشان تعرف بس إنت معاك أحسن المحققين المساعدين.
طبطبت على كتفهُ وقولت بإبتسامة:
= الله ينور عليك يا طارق أنا هروق عليك بعد ما نخلص من القضية دي بشكل قانوني نهائي.
إتكلمت ليلى وقالت بتوتر وتساؤل:
_ هو كدا خلاص بجد يا عصام؟
إتنهدت وقولت بسعادة:
= أيوا يا ليلى الحمدلله ناقص إجراءات كدا تتعمل وهبعتها ويبقى إنتِ خلاص كدا بالكتير أوي بكرا إن شاء الله تخرجي.
إبتسمت ليلى بسعادة وبعدين مشي طارق يكمل شغلهُ،
وأنا قعدت بخلص الإجراءات والأوراق المطلوبة عشان متطولش وتطلع بالكتير بكرا.
وهي كانت قاعدة قدامي بتتفرج عليا وأنا شغال،
معرفش إزاي ولكن من كتر التعب والشغل نمت غصب عني ومن غير ما أحس.
____________________________
#هاجر_نورالدين
#ما_لم_يقلهُ_المنام
#الحلقة_الثانية_عشر
#يتبع
