رواية ما لم يقله المنام الفصل الثالث عشر 13 بقلم هاجر نورالدين
_ عصام ممكن تصحى.
فتحت عيني ببطء وقومت بهدوء وأنا ببص حواليا،
لحد ما عيني جات في عينيها.
عيون ليلى اللي سحراني،
إي الصوت دا وإي العيون الحلوة دي؟
إبتسمت من غير مقدمات لأن واحد زيي متعود يصحى على صوت طارق ومصايبهُ أول مرة يصحى بالرقة دي.
أهي دي لو صحتني على مصايب بالمنظر دا هفضل مبتسم برضوا.
إتكلمت وقالت بتساؤل وإحراج من نظراتي ليها:
_ طارق قالي أصحيك عشان في قضية جديدة،
وهو راح يحضر العربية وهيستناك برا.
قومت وقفت وقولت وأنا باخد نفسي:
= هروح وهرجع على طول متقلقيش وهبعتلك فطار عشان مفطرتيش وبالمرة هسلم الأوراق دي عشان تمشي بالليل على طول.
إتكلمت برفض وقالت:
_ لأ مفيش داعي للفطار أنا هستناك لحد ما ترجع بس.
إتكلمت بهدوء وقولت وأنا باخد حاجتي قبل ما أطلع من المكتب:
= مترفضيش حاجة أنا بقولها بعد إذنك،
مش هتأخر عليكِ خلي بالك من نفسك ولو عوزتي حاجة كلميني.
إبتسمت بإمتنان وبصتلي بهدوء وسكات،
سيبتها وخرجت وكان طارق مستنيني برا في العربية.
ركبت وهو قال بإحساس حرارة وهو بيهوي بورق الشغل:
_ إتأخرت كدا ليه يا عصام باشا الجو نااار!
إبتسمت وأنا بحط حزام الأمان وقولت:
= ما عشان مش إنت اللي صحتني،
صحيت بـ راحة وعلى مهلي، في الأوقات اللي زي دي صحيني إنت مادام مستعجل أو أقولك، خلي ليلى هي اللي تصحيني على طول وأنا هتصرف.
بصلي بجنب عينهُ وبعدين قال بصوت واطي وضيق وإشمئزاز:
_ والله ظباط أخر زمن، وبعدين إي اللي هيجيبها وإنت نايم تصحيك يعني!
بصيتلهُ وقولت بنبرة تحذير:
= بتقول حاجة يا حبيبي؟
بصلي وإبتسم إبتسامة ساذجة قبل ما يتحرك وقال:
_ لأ يا قلبي مستغناش.
إتحركنا بعدها وفي الطريق قولت بتساؤل:
_ قولي إي الجريمة اللي وصلتلك؟
إتكلم طارق بعملية وقال:
= جالنا بلاغ إن في جريمة قتل في حي السيدة زينب،
صاحب محل صيانة موبايلات لقوه مقتول في المحل بتاعهُ،
والمحل كان مفتوح بنسبة بسيطة جدًا،
محدش خد بالهُ من المحل ولكن لما الراجل جارهُ في المحل اللي جنبهُ اللي متعود يسلي نفسهُ معاه دايمًا فات يومين ومفيش أثر للراجل إتصل بيه،
ولما رن عليه سمع صوت الموبايل بيرن من المحل المفتوح نسبيًا،
طلب من شاب شغال عندهُ لأنهُ كبير في السن يرفع الباب،
ولما رفع الباب كلهم شموا الريحة وشافوا الجثة وبعدها الراجل إتصل بلغنا.
هزيت راسي بتفهم وأنا بتنهد وبفكر،
بعد شوية وقت وصلنا وكان كالعادة الطب الشرعي وبعض من رجالتنا موجودين.
دخلت وسميت وأنا شايف الجثة ولبست كمامة عشان الريحة كانت صعبة جدًا.
الجثة بدأت في التحلل بالفعل خصوصًا الجو الحر والمحل المكتوم ساعدوها أكتر وبالتالي كان منظرها بشع.
كان راسهُ نازف دم لحد ما اتصفى في الأرض وكان الدم متجلط،
قربت من الطبيب الشرعي وقولت بتساؤل:
_ إي نظرتك المبدئية يا دكتور؟
رد عليا وقال وهو بيشاورلي على منطقة مؤخرة الرأس:
= سبب الوفاة هو إنهُ إتضرب بحاجة صلبة جدًا في مؤخرة الراس وبالتالي أدت للوفاة الفورية.
بصيت على الجثة شمال ويمين بتفحصها وبعدين قولت:
_ من الواضح إن مفيش مقاومة أو جرح يثبت إن كان في خناقة أو حرب بينهُ وبين القاتل يعني ممكن يكون عارفهُ.
إتكلم الطبيب بتأييد لكلامي وقال:
= بالظبط كدا، يكون عارفهُ ومديلهُ الأمان وبالتالي الخبطة جاتلهُ غدر.
هزيت راسي بإتفاق وبعدين قومت خدت لفة في المحل،
لحد ما لقيت سلاح الجريمة مستخبي تحت طربيزة ومرمي بعشوائية واللي كان مكنة اللحام بتاعت السلوك.
ندهت لطارق واللي كان بيحقق هو كمان وقولت:
_ أعتقد دي اللي إتضرب بيها لأنها مليانة دم ومن الواقعة والرمية فـ هي بالتالي سلاح الجريمة بالفعل، وديه للبحث الجنائي والطب الشرعي يكشف عليه.
إتكلم طارق وقال بعملية وحماس:
= حاضر حالًا.
خد المكنة وإتحفظ عليها عشان يرفعوا البصمات،
روحت ناحية الراجل اللي بلغ واللي كان في محل الدهانات جنبهُ.
كان راجل كبير في السن وخايف وحزين وواضح إنهُ لسة مخلص بُكا، قعدت قصادهُ وقولت بإبتسامة عشان أزيل التوتر والخوف:
_ عامل إي يا حج وصحتك أخبارها إي؟
بصلي بعيون فيها دموع لسة وقال بحزن وهدوء:
= الحمدلله يابني.
إتكلمت بتساؤل وقولت:
_ ياحج سمعت إنك بتحب تتونس مع الضحية كتير وكنت مصاحبهُ يعني بشكلٍ ما، أكيد قالك على مشكلة بينهُ وبين حد أو تعرف مين ليه مصلحة يعمل فيه كدا.
عايزك تقولي على كل اللي تعرفهُ وآي حاجة مهما كانت بسيطة هتفيدنا وتفيد الغلبان اللي إتقتل دا وباين عليك إنك بتحبهُ يعني.
خد نفس كبير وبعدين قال بدموع:
= والله أنا كنت بعتبرهُ إبني وهو غلبان ومالهوش حد ولا ليه أعداء دا كان زي النسمة بالظبط، ولكن مش عايز أظلم حد يعني وأجيب إسم حد إن بعض الظن إثم.
إتحمست وركزت معاه أكتر لأنهُ كدا عارف حاجة،
إتكلمت عشان أخليه يتطمن قولت:
_ لأ ياحج متقلقش دي تحقيقات مش أكتر يعني إحنا مالناش نتهم حد بدون أدلة ولكن بناخد بالأسباب ويمكن حاجة توصلنا للجاني، أنا دلوقتي بفضفض معاك مش بحقق ولا حاجة.
إتنهد وقعد دقيقة ساكت بيفكر،
إديتهُ وقتهُ الحقيقة وسيبتهُ براحتهُ لحد ما إتكلم وقال بتنهيدة:
= بص يابني، الراجل الغلبان دا كان دايمًا وهو قاعد معايا بيشتكيلي من إبنهُ الوحيد اللي بيشرب واللي قاسي عليه وهو متجوز كمان وكان دايمًا يعني كل فترة ييجي يعمل مشكلة عند المحل هنا عشان عايز فلوس،
وأحيانًا ييجي يتخانق مع أبوه عشان عايز ورثهُ وأبوه لسة عايش وحي، وكان دايمًا موجوع من تصرفات إبنهُ دي،
وكمان إبنهُ كان هنا من إسبوع فات وأبوه رفض يديلهُ الفلوس وأصر على موقفهُ المرة دي فعلًا ومداهوش حاجة،
وأنا أول إمبارح يابني كنت مأجز لأن الجمعة دا معظم المحلات بتأجز فيه وأنا الحقيقة مكنتش قادر أنزل أفتح المحل في اليوم دا وأتونس معاه فـ قولت خليني أجازة زي ما أنا وياريتني ما أجزت.
إتكلمت وأنا بحاول أهديه وقولت بتساؤل:
_ إستهدى بالله بس ياحج ربنا يرحمهُ يارب،
طيب في حد تاني معاه مشاكل وتعرف إبنهُ ساكن فين؟
جاوبني وهو بيمسح دموعهُ وقال:
= لأ يابني مجابليش سيرة إن ليه مشاكل مع حد تاني وهو زي ما قولتلك غلبان والكل بيحبهُ بس إبنهُ العاق دا ربنا يسامحهُ، هو ساكن هنا في حي السيدة في الشارع اللي بعد المرحوم بالظبط.
شكرتهُ وقومت من مكاني وروحت لـ طارق وقولت بتساؤل:
_ جبتلي بيانات الضحية؟
إتكلم طارق وقال بإنهاك واضح:
= أيوا، إسمهُ عمرو محمود شعبان وعندهُ 48 سنة أرمل ومعندهوش غير إبن واحد عندهُ 23 سنة ومتجوز.
هزيت راسي بتفهم وقولت:
_ إستدعيلي إبنهُ ييجي ضروري لأنهُ مشتبهُ فيه،
وكمل إنت شغلك وتابع مع الطب الشرعي لرفع البصمات.
رد عليا بعملية وقال:
= حاضر.
سابني بعدها ومشي وبعد حوالي ساعتين في مسرح الجريمة مشينا أنا وطارق وروحنا المكتب.
كانت ليلى قاعدة واضح عليها الزهق والإرهاق والحزن،
مشي طارق وسابنا عشان يستدعي إبن الضحية.
إتكلمت بتساؤل وأنا بقعد على المكتب:
_ مالك يا ليلى؟
كانت ساندة على المكتب دراعها وساندة راسها على كف إيديها في منظر ملل وزهق وقالت:
= أنا زهقت من كل اللي أنا فيه دا ومش قادرة أستحمل أكتر من كدا بجد.
رديت عليها وقولت بإبتسامة وأنا بطلع ورقة من جيبي وبحطها قدامها:
_ طيب خلاص متزهقيش حلتلك المشكلة.
مسكت الورقة بعدم فهم وبعد ما قرأتها قالت بتساؤل وعدم فهم:
= مش فاهمة إي دي؟
إتكلمت بأريحية وقولت بإبتسامة:
_ دي إخلاء سبيل ليكِ يا ليلى،
إستخدمت علاقاتي وعجلت بالموضوع دا وجبتها أثناء شغلي.
إبتسمت ليلى بسعادة وقامت وقفت بحماس وهي بتحضن الورقة وقالت بشكر وإمتنان وهي بتدمع:
= حقيقي والله أنا مش عارفة أشكرك إزاي، والله أنا عمري ما هنسالك اللي بتعملهُ عشاني بجد أنا مش عارفة أقولك إي.
إبتسمت وقولت بسعادة حقيقية لسعادتها:
_ متقوليش آي حاجة كفاية إنك بخير ومبسوطة بس،
وكمان الشقة اللي قولتلك عليها أنا إشتريتها ليكِ وهتروحي عليها على طول.
قعدت بهدوء وإبتسامتها إختفت وقالت برفض:
= بس أنا مش هقبل حاجة زي كدا أكيد يا عصام.
غمضت عيني وهزيت راسي بتفهم وقولت بهدوء:
_ وأنا مقولتلكيش تقبليها أنا بس إشتربتها عشان متضيعش مننا ووقت ما تبيعي شقتك إديني الفلوس عادي إعتبريها سلف بس لأن موضوع الجريمة اللي إتشهر في الشارع بتاعك دا هيأخر بيعها لحد ما الناس تنسى وإنتِ فاهمة حاجة زي كدا.
سكتت شوية بتفكر وبعدين قالت بتردد:
= بس…
قاطعتها وقولت بهدوء وتعب:
_ مفيش بس عشان خاطري أنا تعبان ومختاجك توافقيني وبس وأنا مش مستعجل على فلوسي وكدا كدا شقتك موجودة في آي وقت هنبيعها عادي.
سكتت وإبتسمت وهي مش عارفة تقول إي،
كانت محرجة والحقيقة أنا كنت مبسوط.
بعد شوية وقت جه إبن الراجل اللي إتقتل في المحل ودخل،
قعد قدامي وكان متوتر ومش على بعضهُ، إتكلمت بتساؤل وأنا بتفحصهُ وبتفحص ردود أفعالهُ وقولت:
_ معرفتش إن والدك أتوفى إزاي بقالك يومين؟
رد عليا بتوتر وقال وهو بيدعك إيديه في بعض:
= ما أنا كنت مشغول وفي بيتي ومجاش في بالي إن حصلهُ حاجة.
سألتهُ من تاني وقولت:
_ كنت فين من يومين الساعة 2 بالليل تقريبًا؟
إتوتر وعينيه فضلت تروح وتيجي وقال:
= كنت في بيتي.
سألت من تاني وقولت:
_ مين يثبت كلامك؟
رد عليا وقال بهدوء وتوتر:
= مراتي، وبعدين ليه الأسألة دي هو أنا مشتبه فيه دا أبويا؟
رديت عليه بهدوء وقولت وأنا برجع ضهري لورا:
_ دي اسألة روتينية وطبيعية بما إنك مكنتش تعرف وفاة والدك بفالك يومين، وهنبقى نستجوب زوجة حضرتك عشان تدلي بشهادتها وهنحتاجك تاني ياريت تكون متعاون معانا تقدر تتفضل دلوقتي.
بنسبة 100% هو الجاني،
التوتر وعدم الحزن أو الصدمة بمعرفة خبر صادم زي دا.
الشرب اللي باين تحت عينيه وفي تصرفاتهُ،
القتل حصل من غير دفاع أو هجوم، كان شخص يعرفهُ الضحية ومديلهُ الأمان وأستقبلهُ في المحل بشكل طبيعي.
سيبتهُ يمشي لحد ما التقارير تطلع ويبقى في إيدينا الدليل.
بصيت ناحية ليلى اللي كانت قاعدة في أخر المكتب ومتابعة الحوار وقولت بإبتسامة وأنا بقوم:
_ يلا بينا نروح شقتك القديمة ناخد حاجتك من هناك عشان ننقل شقتك الجديدة يا حلوة.
وقفت وإبتسمت وهي بتقول بإحراج:
= عادي ممكن متتعبش نفسك هعمل أنا كل حاجة بنفسي.
بصيتلها بجنب عيني ولسة الإبتسامة على وشي:
_ يلا بينا هعتبر نفسي مسمعتش حاجة.
خرجنا وهي كانت لسة مبتسمة،
ركبنا العربية بتاعتي وإتحركنا ناحية شقتها القديمة.
#هاجر_نورالدين
#ما_لم_يقلهُ_المنام
#الحلقة_الثالثة_عشر
#يتبع
