رواية ما لم يقله المنام الفصل الحادي عشر 11 بقلم هاجر نورالدين
= أه صح أنا نسيت أقولك على حاجة مهمة جدًا.
بصيتلهُ بتركيز وقولت:
_ إي هي قول بسرعة؟
أتكلم وقال بتوتر وسرعة:
= أخوها اللي كان جاي في قضية الخناقة دا،
خرج من حوالي يومين كدا تقريبًا بكفالة.
بصيتلهُ بغضب وأنا مش عارف أخبطهُ بحاجة في دماغهُ عشان غباءهُ وعشان معلومة مهمة زي دي متتقالش ولا أهدي نفسي وأتعامل معاه بصبر أيوب!
رديت عليه وأنا بجز على سناني وبحاول أكون هادي وقولت:
_ وليه مقولتش حاجة زي دي من بدري؟
رد عليا بتردد وقال بقلق:
= ما أنا نسيت خالص بصراحة حقك عليا، المهم إني إقتكرت دلوقتي.
فتحت باب العربية وقولت بنفاذ صبر:
_ يلا بينا على القسم وإعملي إستدعاء ليه.
مشينا بعدها على طول للقسم طول الطريق كنا ساكتين،
الحقيقة كنت بفكر في كل حاجة ممكن تخرج ليلى على طول.
بعد ما وصلنا للقسم جريت على المكتب أتطمن على ليلى،
أول ما دخلت هس قامت وقفت بسرعة ولهفة وقالت:
_ أخيرًا جيت، اتأخرت أوي.
إبتسمت برغم إن الموقف دا مفيهوش إبتسام نهائي وقولت براحة:
= حقك عليا، إن شاء الله هخرجك من الموضوع دا بسهولة،
المهم أنا إزاي نسيت حاجة زي كدا!
بصتلي بعدم فهم وقالت بتساؤل:
_ إي هي؟
رديت عليها وأنا بطلع موبايلي من جيبي وبطلب رقم:
= إزاي كنت طول النهار برا وسايبك طول اليوم من غير ما أطلبلك أكل أكيد تعبتي وهبطتي دلوقتي، هطلبلنا أكل حالًا.
إتكلمت بتردد وقالت بهدوء:
_ عادي مفيش داعي أنا مش جعانة.
إتكلمت برفض وإصرار وقولت:
= مفيش الكلام دا، هناكل أنا كمان مكالتش من الصبح.
برفع الموبايل على ودني مستني الرد وبلف وشي الناحية التانية لقيت طارق باصصلي ومتنح وهو مستغرب على قرفان على مش فاهم.
إتكلمت بتساؤل وقولت بتوتر من نظراتهُ ومن موقفي:
_ تاكل يا طارق أطلبلك معايا؟
رد عليا وهو لسة متنح وقال:
= دا لو مش هزعجك يعني أنا أسف أصلك دايمًا بتاكل معايا ولا هتنساني النهاردا، ماهو من لقي أحبابهُ بقى!
كنا بصينلهُ أنا وليلى بإستغراب ودهشة الحقيقة،
في الحقيقة ضحكت وقولت بتساؤل:
_ إنت بتغير عليا ولا إي يا طارق؟
كلمني بطريقة واحدة غيرانة على خطيبها بجد وقال وهو بيخرج من المكتب:
= معرفش، أنا رايح أبعت العينات عقبال ما الأكل ييجي، سلام.
ضحكت بجد أنا وليلى بسبب طارق بعد ما كنا مش طايقين آي حاجة تانية، إتكلمت ليلى وقالت وهي بتضحك:
_ الظاهر كدا إني عملتلكم مشاكل.
بصيتلها وأنا مبتسم وقولت:
= ما تخلي بالك من كلامك يا ليلى إنتِ كمان، هو إي الفيلم الكوميدي اللي أنا فيه دا.
ضحكت وبعدين قعدنا وقالت بتساؤل:
_ عرفت مين اللي عمل كدا في ماما يا عصام؟
رديت عليها بجدية وتنهيدة:
= تقريبًا أيوا يعني قريبين منهُ أوي إن شاء الله،
يومين بالكتير وهجيبهُ أنا مكثف التحقيقات والرجالة بتوعي.
إتنهدت وقالت بحِمل وسرحان:
_ يارب يا عصام يارب يخلص.
سكتت دقيقة وبعدين إبتسمت وقولت بتساؤل وبنبرة حماس مختلطة بمشاعر مش وقتها خالص:
= هو بس عندي سؤال يعني، إنتِ مبقيتيش محتفظة بالألقاب دا أسميه إي بقى؟
بصتلي بإحراج وتوتر وقالت:
_ هو أنا أسفة مخدتش بالي من الموضوع دا الـ…
إتكلمت بسرعة وأنا بقاطعها وقولت بنفس الإبتسامة:
= لأ لأ خالص إنتِ براحتك والله وأنا معنديش مشكلة بل بالعكس أنا مبسوط من حاجة زي كدا ويارب يشيل كل الحواجز اللي بيننا قريب.
بصتلي بعدم فهم وقالت بتساؤل:
_ يعني إي؟
رديت بهدوء وقولت بإبتسامة:
= يعني خليكِ كدا أنا مبسوط.
سكتت وبصت على إيديها اللي عمالة تودي وتجيب في صوابعها على إيديها التانية بإحراج وبعدين بصت ناحية الباب لثوانٍ وقالت بتذكر فجأة:
_ ثوانٍ إنت كنت قايلي الصبح إنك بتشوفني وبتشوف الحاضر والمستقبل بتاعي في حلمك، دا ليه وإزاي؟
سكتت بتفكير لإني الحقيقة مش عارف الإجابة ورديت ببساطة:
= مش عارف والله،
دي أكتر حاجة نفسي أعرفها فعلًا ولكن للأسف معنديش إجابة.
بصتلي وقالت بفضول بعد ما قربت شوية مِني:
_ طيب إنت شوفت إي في مستقبلي؟
وشوفت لحد فين في حياتي بالظبط؟
رديت عليها بتردد وأنا مبتسم الحقيقة بعد ما إفتكرت المواقف اللطيفة اللي بيننا في الحلم القبل الأخير وقولت:
= يعني حاجات كدا، منها الحلو ومنها العادي ومنها الصعب نسبيًا بس يعني بلاش أقولك عليها لو حسيت إن في حاجة هتعملك ضرر هقولك عليها غير كدا يعني أحس إن مالهاش لازمة تتقال عشان متفضليش تفكري في المستقبل كتير وهو في علم الغيب عيشي حياتك بشكل طبيعي وأنا هراقبك واتأكد من سلامتك في أحلامي وبس كدا.
إتكلمت بتساؤل وقالت:
_ ولو حصل زي ما حصل المرة اللي فاتت ومشوفتش الوحش من حياتي، ولا ممكن تكون مش بتشوف غير الحلو بس؟
بصيتلها وقولت بنفي:
= لأ، لإني شوفت أكتر من موقف صعب جدًا ليكِ،
مشوفتش حلو غير بسيط أوي بمعنى أوي يعني،
أنا دا كمان مش فاهمهُ ليه مشوفتش الموقف دا بالذات.
قبل ما نكمل كلامنا باب المكتب إتفتح فجأة ودخل منهُ طارق وهو شايل شنط الأوردر وعلى ملامحهُ الغضب وقال بطريقة مش فاهمها والله:
_ والله!
هو في إي بالظبط، يعني طالب الأكل حضرتك ما ترد على الموبايل بدل ما الراجل واقف بقالهُ شوية ولولا لمحتهُ بالصدفة وأنا راجع ولا مش فاضي!
مكنتش قادر أكتم ضحكتي بصراحة ولكن منعتها،
رديت عليه بطريقة بحاول أخليها جدية وحادة وقولت:
= هو في إي يا طارق ومش في حاجة إسمها تخبط على الباب؟
وبعدين محسسني إني كنت مواعدك وخليت بيك ليه يعني؟
رد عليا بهدوء وضيق وهو بيحط الأكل:
_ والباب مينفعش يتقفل أصلًا عليكم لوحدكم حرام.
سكتت ومردتش عليه لأنهُ عندهُ حق في دي بس يعني المفروض هي متهمة ودا مكتب وكيل نيابة طبيعي يتقفل مادام هحتجزها في مكتبي بدل الحجز.
ولكن سكتت وقعدنا كلنا وبعد الأكل خرجت أشتري حاجات من السوبر ماركت وكانت الساعة خلاص داخلة على 2 بعد نص الليل.
كنت تعبان جدًا الحقيقة وإشتريت مياه ومشروبات وشوية كاندي وسناكس بسيطة ورجعت المكتب تاني.
حطيتهم قدام ليلى وقولت بتعب:
_ أنا متضطر أروح للأسف ومتقلقيش هقفل عليكِ باب مكتبي بالمفتاح مش مع حد غيري، ودول عشان تتسلي فيهم طول الليل والتابلت بتاعي هناك هفتحهولك وجواه خط خاص بيا برضوا،
عشان أتواصل معاكِ من خلالهُ ولو عوزتي تتفرجي على حاجة برضوا براحتك، ومتقلقيش من حاجة وتعاملي كأنك في أوضة في فندق ولا يهمك.
إتكلمت بإمتنان وقالت بتساؤل:
= بجد شكرًا بس مكنتش كلفت نفسك بالشكل دا!
وبعدين إنت مش هتقعد هنا؟
رديت عليها وقولت بتردد:
_ للأسف مش هينفع عشان إنتِ بنت،
أنا هقفل عليكِ المكتب عشان تبقي براحتك والكنبة هنا مريحة متقلقيش أنا ياما نمت هنا في السهرات،
وبعدين هجيلك من الصبح بدري مش هتحسي إني غيبت عنك مسافة الليل وما تنامي وتصحي بس.
سكتت شوية وهي بتفكر ومترددة وبعدين قالت وهي بتهز راسها بهدوء:
= خلاص تمام، شكرًا بجد يا عصام حقيقي مش عارفة أودي كل جمايلك دي فين ومش عارفة هردهالك إزاي.
إتنهدت وقولت بإبتسامة:
_ ولا آي حاجة، ياريتك نقلتي في الشقة في يومها ومسبتكيش تروحي الشقة دي تاني.
إتنهدت هي كمان بحِمل وهم وقالت:
= يلا بقى مش مشكلة خير إن شاء الله واللي مكتوب على الجبين هتشوفهُ العين.
إبتسمت وقولت وأنا بدعك في عيني وخلاص تركيزي قل وجيبت أخري:
_ معاكِ حق، يلا هسيبك بقى دلوقتي عشان الوقت اتأخر،
تصبحي على خير.
ودعتها ومشيت على طول بعدها وروحت البيت،
دخلت الشقة وسمعت صوت ضحكة مش عارف مصدرها.
ولكنني إتخضيت الحقيقة وذُهلت!
روحت ناحية الصوت وكان اللي ربنا مبتليني بيه كريم.
فاتح السبيكر وهو بيغسل المواعين وبيكلم واحدة صاحبتهُ،
روحت ناحية الموبايل وقفلت المكالمة وبعدها الموبايل نفسهُ قفلتهُ وحطيتهُ في جيبي.
بصلي كريم وهو لابس المريلة والجوانتي بدهشة وخوف وقال بتساؤل:
_ إنت جيت إمتى، وبعدين خدت موبايلي ليه؟
خدت نفس كبير وبعدين إتكلمت وأنا بحاول مزعقش وأفقد أعصابي:
= بص أنا أديتك بدل الفرصة كتير وإنت كنت غبي ومش واخد بالك أو بتستهبل ومفكرني بجاريك ومستمر في اللي بتعملهُ برضوا،
أنا هاخد منك الموبايل اللي مخليك مش مركز مع آي حاجة في حياتك وفي سنك اللي المفروض تطور نفسك فيه غير إنك تكلم بنات،
وقدامك فرصة دلوقتي وهي إني هسيبك فترة تظبط نفسك فيها وتثبتلي دا بتغيير حقيقي مش مزيف عشان تاخد الموبايل وأعتقد إنت عارف إني بقرأ الناس وأعرف أفرق بين الإتنين تمام؟
سكت وبص في الأرض شوية وهو حزين ومتضايق على بيفكر في كلامي وبيأنب نفسهُ.
سيبتهُ ودخلت الأوضة نمت على طول من كتر التعب.
_____________________
_ وبعدين يا عصام هنعمل إي؟
كنا قاعدين أنا وليلى في كافيه وباين علينا مشحونين،
إتكلمت ورديت عليها وأنا بهز رجلي بشكل يوتر وقولت بتنهيدة:
= معرفش يا ليلى أنا مش فاهم بصراحة اللي بيحصل دا!
إتنهدت وقالت وهي بتحاول تقنعني:
_ عشان خاطري يا عصام هي فترة صغيرة بس،
يعني هما إسبوعين بس وهرجع.
رديت عليها بغضب بحاول أتمالكهُ وقولت:
= وأنا المطلوب مني أوافق على حاجة زي دي؟
إنك تروحي إسبوعين عند ناس ميتوثقش فيهم ومن ضمنهم اللي عايز يتجوزك ومش بطيقهُ دا صح؟
إتنهدت وحطت إيديها على وشها ثواني وبعدين شالتها وقالت وهي لسة بتحاول تقنعني:
_ دا عشان خاطر عمي بس يا عصام، هو تعبان وقالولي إنهُ بيموت حرفيًا وهو الوحيد اللي مسابنيش بعد اللي حصل مش هقدر أسيبهُ كدا، وممكن أرجع كمان قبل كدا لو خف إن شاء الله!
رديت عليها وأنا مشحون وببص ناحية الشارع جنبنا:
= وأنا مش موافق غير بشرط.
إتكلمت بحماس وأمل وقالت بتساؤل:
_ إي هو الشرط؟
بصيتلها وقولت بجمود:
= إني آجي معاكِ.
بصتلي بدهشة كبيرة وبعدين قالت بنبرة منزعجة:
_ يا عصام متهزرش هتيجي معايا هناك في البلد إزاي يعني وإنت خطيبي بس؟
إتكلمت ناهي للنقاش دا وقولت وأنا برجع ضهري للكرسي:
= دا الشرط الوحيد اللي عندي عملتي بيه كان بها،
معملتيش خلاص مفيش مرواح.
سكتت ورجعت لضهر الكرسي هي كمان وهي مربعة إيديها بغضب وبتفكر، كنت مبتسم الحقيقة وأنا باصص للشارع.
إتقدمت بعدين بجسمها للطربيزة من تاني وقالت:
__________________
الموبايل رن وصحاني من أجمل حلم يمكن شوفتهُ،
أو تاني أجمل حلم لأنها قالت إني خطيبها.
بصيت ناحية المتصل وكان طارق كالمعتاد يعني،
قاتل أوقات اللذة والسعادة.
رديت عليه بصوت نعسان وهو إتكلم بصوت مقتضب على الصبح وقال:
_ جبنا حسام أخو الأنسة ليلى ومسكناه لأنهُ البيه كان هربان وبيتاجر في المخدرات كمان ومكسناه متلبس، إتفضل العيلة اللي عايز تناسبها يا عصام باشا يا وكيل النيابة يا محترم.
شيلت الموبايل من على ودني وبصيتلهُ بإستغراب ودهشة،
هو في إي بالظبط؟
#هاجر_نورالدين
#ما_لم_يقلهُ_المنام
#الحلقة_الحادية_عشر
#يتبع
