رواية ذكري ويوسف (كاملة جميع الفصول) بقلم سلمي بسيوني

رواية ذكري ويوسف (كاملة جميع الفصول) بقلم سلمي بسيوني

 رواية ذكري ويوسف (كاملة جميع الفصول) بقلم سلمي بسيوني


_لازمتها أيه الطرحة على القرف إلي لبساه دا !!

_في أيه ماله إلي لبساه ما تهدي!

_فيه أنه حرام، ومش أنتِ، ومش لايق عليكِ.

_متكبريش الموضوع، أنا مش ماشية عريانة.

ركزت في المراية وأنا برسم الأيلينر.

_ طب وإلي حطاه في وشك دا !!

ضحكت لنفسي في المراية.

_مالي؟ ما أنا زي القمر أهو.

بصت لي بحزن

_كل دا عشان تعجبيه؟ هترجعي لطبيعتك إمتى؟ هترجعي لذكرى إمتى؟ 

_تقصدي الأستايل يعني؟ 

بصيت للفستان الضيق إلي لبساه، وخبيت شعوري بعدم الراحة من شكلي وأنا برد عليها:

_على فكره شكله حلو جدًا ولايق عليا

_لا مش لايق عليكِ

_ أنا كدا عاجبة نفسي، أنا مبسوطة كدا، كبري دماغك مني بقىٰ.

_لا أنتِ مش مبسوطة كدا، هو إلي مبسوط كدا، بتجاريه، وبعدين مين إلي أقنعك أنه هيطلب إيدك! 

_هو، قالي عاملي مفاجأة.

_ ومين قالك إن المفاجأة أنه هيتجوزك!

اتنهدت وأنا بقول بفرحة:

_قلبي، قلبي حاسس، أحمد بيحبني بجد.

_عمره ما قالها !

_في حاجات مش محتاجة تتقال، دي حاجة بتتشاف وتتحس، من اهتمامه ونظراته، وكلامه الحلو إلي باين فيه حبه، وعينيه ! دي كفاية أوي.

_لا يا حبيبتي، في حاجات لازم تتقال، في خطوات حقيقية لازم تتاخد، مش بس نظرات واهتمام.

_ما هي هتتقال النهاردة.

_بعد كل الوقت دا !!

_أي حد في الدنيا بيحتاج وقت.

_ماشي، بس وقت قد أيه؟ شهور، سنة؟ 

دا بقاله سنتين حواليكِ، من بعد خالتو الله يرحمها ما توفيت وجيتي قعدتِ معانا هنا !!

أخدت نفس طويل وأنا بتأفف:

_يا دي النيلة

كانت هترد عليا فقاطعتها 

_بقولك أيه اقفلي الموضوع دا.

بصيت للمراية بابتسامة

_لما أجيلك بالدبلة بليل نبقىٰ نتكلم براحتنا.

التليفون رن فرديت بسرعة

_أيوا يا أحمد، أيوا جاهزة، أنت تحت؟ 

خلاص نازلة أهو.

قفلت التليفون، وشيلت شنطتي

_لما أجي نبقى نكمل كلام، وآه هطلع أنا الصح وأنتِ الحمارة.

خرجت بسرعة كان واقف برا بعربيته، ركبت جنبه أول ما دخلت العربية بصلي وعينه بتلمع

_عندي مفاجأة هتبهرك

_مستنياها أهو يا سيدي.

_ لا بس أيه الحلاوة دي؟ 

_شكلي حلو؟

_الفستان هياكل منك حتة.

_طب يلا عشان منتأخرش.

حفلة مهمة تبع شغله، حبيت أكون جنبه زي ما هو دايمًا معايا، لما وصلنا الدنيا كانت زحمة، رجال أعمال وبنات كتير حلوين، حمدت ربنا أني مسمعتش كلام زينة وغيرت الفستان، الهيلز كانت تعبالي رجلي أوي، بس ابتسمت ومبينتش دا أبدًا، مبحبهاش ومش متعودة عليها ...بس هو بيحبها، وبيحب شكلها عليا فبقيت بلبسها طول الوقت.

بدأ يعرفني على زمايله واحد واحد، دا زميله من أيام الجامعة، ودا صاحبه في السكن، ودا شريكه في الشغل، لحد ما وصلنا لواحدة، عينه لمعت وهو بيعرفني عليها، هو عينه لمعت، وأنا قلبي ا

تقبض، تجاهلت إلي حسيت بيه، ومحبيتش أفتح الموضوع، الإيڤنت كان ماشي حلو، بس معرفتش أبطل أركز معاه ومع عينه إلي رايحة وجاية عليها، توتره، وضحكه ووقفته وكلامه معاها، كلامه معايا عنها.

هي جميلة،

هي دمها خفيف،

هي شاطرة في شغلها،

هي ضحكتها حلوة،

هي كلامها حلو.


فضلت ساكته ومتحملة لدرجة عيني دمعت، مقدرتش أمسك دموعي فهربت للحمام، هديت نفسي، مسحت دموعي، وظبط الميكب التقيل إلي حطاه، أقنعت نفسي بعكس إلي شفته وحسيته، وقررت أتكلم معاه ومحكمش من مجرد إحساس، كدبت نفسي، وكدبت إحساسي وخرجت من الحمام وأنا بحاول أهدى على قد ما أقدر، لما رجعت كانت هي مشيت، فقرب عليا وسأل:

_أيه يا بنتي فينك دا كله!

_كنت بظبط الميكب، في حاجة ولا أيه؟ 

_كنت هعرفك على حد بس مشيت.

_حنان مش كدا !

أندهش وبصلي:

_عرفتي إزاي؟

قلت بصوت محشرج وقلبي بيضرب زي المجنون:

_عينك كانت معاها من أول اليوم.

لعب في شعره وهو بيضحك:

_للدرجة دي باين أني مش عارف أخبي؟

ثانية، أتنين، أخدت نفس طويل وسألت وعنيا بتلمع بالدموع:

_تخبي أيه؟

_أني بحبها.

الكلمة تقيلة، حطمتني، دموعي إلي حبستها نزلت، قلبي بيوجعني بطريقة محسيتهاش قبل كدا، إيدي بتترعش فالشنطة وقعت منها، وطيت شيلتها بسرعة وجريت من قدامه، مش عارفة رجلي كانت شلاني إزاي! فضل ورايا بينادي عليا لحد ما لفيت وصرخت في وشه بقهر ودموعي نازلة:

_في أيه، سيبني أمشي!

_أنتِ إلي في أيه، أنا قولت أيه عشان تهربي كدا!

_أنا مين؟ 

استغرب وبصلي فإتنرفزت أكتر:

_أنا أي؟ أنا أبقى أيه بالنسبالك.

_أنتِ ...أنتِ صاحبتي!

_أي صاحبتك دي! يعني أيه صاحبتك! 

_يعني...يعني.

سِكت ولسانه اتلجم فدموعي زادت، وبصيتله بخيبة كبيرة، عنيا نطقت قبلي بألم:

_إزاي بعد دا كله ...تبص لواحدة تانية؟ واحدة غيري! 

_هي...

قاطعته وأنا منهارة

_هي، هي، هي، طب وأنا !! إزاي مفيش أنا !!

أزاي أكون شايفة حبك وإهتمامك في عنيك، لواحدة تانية غيري بعد سنتين كاملين جنبي ومعايا، بتدعمني وتسمعني، بقف جنبك و بقدرك وبشجعك إزاي! فهمني إزاي عقلي مش معايا، عقلي مش مستوعب.

_أنا ...أنا مقصدتش دا كله أنتِ بالنسبالي جارتي، والبيست فريند بتاعتي!

ضحكت بخنقة ظاهرة على ملامحي، ودموعي غرقتني

فملامحه اتعقدت وأنا بصاله بألم: 

_بيست فريند! يعني أي زفت! يعني أي! 

تكون بتفرح قلبي، بتقولي كلام ميقولهوش غير الحبايب، بتجيب هدايا، وتهتم وتسأل! 

إزاي يبقى كلامنا بالساعات ومع بعض طول الوقت وتقولي بيست فريند، يعني أيه!! 

بقيت باخد نفسي بالعافية بسبب سرعة كلامي، سندت على الحيط جنبي وأخدت نفسي وحاولت أهدىٰ، بصيتله بعدها وقولت بنبره مهزومة:

_إزاي أكون داخلة المكان إيدي في إيدك عشان تبقىٰ دي المفاجأة؟ حبيبتك! 

_أنا ...أنا آسف، مكنتش أعرف أنك هتفهميني غلط! أنا بحبك بس أنتِ صاحبتي، يمكن وصلتلك

مشاعري بطريقة غلط أو كنت مشدودلك فعلًا في وقت معين، بس أنا حالا مفيش في قلبي حاجة ليكِ، أنتِ مميزة عندي مقدرش أخسرك، بس هي بحبها، هتجوزها مش عارف هتفهميني ولالاء يا ذكرىٰ بس أنا...

قاطعت كلامه بغضب وغصة كبيرة في قلبي:

_لا ..لا أنا فهمتك، فهمتك كويس أوي، ملخص كل إلي قلته دا كالتالي، يا ذكرىٰ أنا راجل حيوان كنت بلعب بمشاعرك، عشان أعيش الحالة لحد ما أقابل البنت إلي هتجوزها، تسلية بقىٰ تضييع وقت، ملي فراغ أي زفت، عشان أرضي نفسي، وأحس أني راجل. 

الكلام عصبه كان هيرد  فضربته بالقلم على وشه، بكل الألم والغضب إلي في قلبي، بكل القهرة إلي في عنيا، حط إيده على خده وبصلي بصدمة إتعصب ووشه أحمر وأنا بنطق آخر كلامي بإنهيار 

_أنت راجل ***


دخلت الكافية آخر الليل بفستاني الضيق وميكب سايح، وقفت قدام الباريستا وطلبت سبانيش لاتيه، كان بيبصلي بغرابة وخوف مش فاهم مالي، دخلت الحمام على ما يخلص طلبي، طلعت مزيل الميكب وبدأت أمسح وشي كله وأنا بعيط لحد ما بقيت ذكرى، رجعت لوشي الهادي إلي بحبه، بعيد عن الميكب التقيل، إلي كنت بحطة عشان خاطره، دموعي زادت، فغسلت وشي تاني، 

نشفته، وبصيت للمراية بألم وأنا بدخل الجزء إلي كنت مخرجاه من شعري جوا الطرحة، قلعت الهيلز رجلي أرتاحت منه لما لمست الأرض الباردة تحتي، غمضت عيني وأخدت نفس عميق نزلت معاه دمعة كلها ألم. 

زوري واجعني من الزعيق،

وقلبي واجعني من الحُب

وكرامتي واجعاني من الاستغلال

قعدت على الأرض حضنت نفسي وعيطت بلا توقف، مش عارفة قد أيه، مش عارفة إزاي عيطت في مكان غير أوضتي؟ 

مش عارفة أزاي مكنتش أنا حبيبته بعد دا كله؟

مش عارفة إزاي عمل فيا كدا؟

مش عارفة إزاي وجعني وداس على قلبي بالشكل دا؟ 

مش عارفة قلبي هيهدى امتى ولا عيني هتنشف امتى؟ 

خرجت من الحمام  بعد مدة والكعب في إيدي كان طلبي جهز أخدته من الباريستا إلي تعجب شكلي أكتر، أخترت أكتر حتة بعيدة عن أي حد في الكافية إلي كان فيه أتنين رجالة، وشلة بنات، فتحت الشباك فدخل هواء بارد خلاني أغمض عيني وأخد نفس طويل.

_هتخلصي كل الهوا إلي في المكان كدا !

فتحت عيني وبصيتله بإنزعاج شديد، راجل غريب، متطفل ومزعج، هو أنا ناقصة؟ 

_بحاول ألحق أي حاجة قبل ما مناخيرك إلي قد الكوز دي تاخد الهوا كله!

_أيه قلة الأدب إلي أنتِ فيها دي!

_لا حوش الأدب والأخلاق، بقولك أيه، أمشي من قدامي عشان دماغي مش مستحملة كلمة من حد.

_مش جاي عشان خاطر عيونك يا ملكة، جاي عشان الفيشة إلي هنا.

أتحرك ناحية الترابيزة إلي جنب الفيشة فأخدت بالي من اللاب إلي في إيده حطه على الشاحن وقعد يكمل شغله، غمضت عيني بألم، دموعي موقفتش، قلبي بيوجعني فوق الوصف وجسمي كله بيترعش، كأني خرجت من حادثة، كارثة، حرب!

تليفوني رن وكانت زينة، أول ما شفت أسمها عيطت بصوت عالي وأنا بفتح المكالمة 

_كان عندك حق في كل كلمة.

أخدت نَفسي وأنا بقول بعياط ووشي كله أحمر لما افتكرت كلامي ليها قبل ما أنزل:

_كنتِ صح، وأنا الحمارة.

زينة بنت خالتي، ومتربيين مع بعض، من وإحنا في سنة أولىٰ، الأخوات يعني أنا وزينة، والصحاب يعني أنا وزينة.

بعد ما أمي حصّلت بابا حبيبها ووسابتني بقيت في الدنيا لوحدي، خالتو أصرت أعيش معاهم، وبقالي سنتين جارته، صاحبته؟ 

ضحكت بخيبة وأنا ببص على إيدي الفاضية، تخيلت دبلة، بحبك، تخيلت أي حاجة غير إلي شفته وحسيت بيه، أنا مستاهلش دا، مستاهلهوش!


عشر دقائق وكانت زينة قدامي، أترميت في حضنها أعيط، مش عارفة كانت بتهديني ولا بتعيط معايا، مش عارفة اليوم عدىٰ إزاي

مش عارفة وصلت للمستشفى إزاي..


لما ظهر في حياتي كنت بجري عليه، في حين أنه مأخدش خطوة واحدة ناحيتي.

السعي لأي حاجة في الدنيا صعب، بس السعي لكسب حب شخص تاني، مُعاناة، متخيلتش أبدًا  توصلني للمستشفى.


#سلمىٰ_بسيوني 

#ذكرىٰ_و_يوسف 

#يتبع


               الفصل الثاني من هنا 

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×