رواية زياد الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم مجهول
#قصة_زياد_الجزء_التاسع_والثلاثين
...... تنظر لبنى حولها فلا ترى إلا الظلام فتتذكر المنام الذي رأته وأن ما يحدث الأن فهو تقريبا نفس الحلم الذي رأته فتشعر بالخوف فتتحثث بيديها المكان أين أنت زياد المكان مظلم جداً وأنا لا أراك أنا خائفة أرجوك لا
تتركني
تعود به زياد ذاكرته للخلف فيتذكر زياد صوت وحيد عندما تركه على محطة القطار ووحيد يقول له: أرجوك لاتتركني يا أخي أنا خائف فيحرك زياد يده في المكان حتى يمسك بلبني
ويضمها لصدره قائلاً لا تخافي أنا هنا معك ولن أتركك أبداً
فتلف لبني ذراعيها حول رقبته أنا لستُ قلقة أبداً مادمتَ معي ثم تقرب وجهها ليلامس وجه زياد وتهمس في أذنه
أنا أحبك زياد أحبك من كل قلبي
ثم تقبله دون أن تعي
قال زياد في نفسه: وأنا أيضاً أحبك بجنون حبيبتي واشتاق إليكي ثم يبادلها
فلاش للخلف يتذكر زياد حديث عمه هاشم معه عندما ضبطه
و قد سرق قطعة الشكولاته من المحل وجلس يأكلها خلف الصناديق وهو مستمتع بها
قال هشام اسمع أيها الصغير عليك أن تكون أمينا مع ممتلكات الغير أعرف أنك جائع وأن قطعة الشكولاته لذيذة الطعم وأنت تشتهيها ولكن عليك أن تتعفف عن الحرام مهما كانت رغبتك فيه قوية واحتياجك إليه شديد
وهنا يستفيق زياد من غفلته ويمسك لبني من راعيها ويبعدها عنه
قالت لبني لماذا تبعدني عنك؟ أنت لاتزال تحبني أنا شعرت بذلك من دفء أحضانك
قال زياد أنا لن أنكر ذلك؛ فأنا مازلت متعلقاً بك بالرغم من كل مافعلتيه معي ولكننا تطلقنا ولم تعودى تحلين لي كالسابق
فلا يحق لي أن ألمسك وأفعل مافعله بكِ غيري فأنا في النهاية لن أستطيع نسيان ماحدث من خي. انة ولن أعود إليكِ
مهما حدث لذا فلن أستغلك أبداً فقد تعلمت من عمي هشام أنه مهما كانت رغبتنا في الشئ الذي لا نملكه قوية؛ فالواجب علينا أن نحافظ عليه لأنه أمانة عندنا نعم أنا أرغب فيكِ بشدة وأكثر من أي امرأة قابلتها في حياتي نعم أرغب بشدة في تذوق الشكولاته لكنها محرمة عليّ وليست ملك لي وفي نفس الوقت لا أستطيع سرقتها
قالت لبني لا أدري ماذا أقول لك؟ أنت أفضل شخص قابلته في حياتي وللأسف أنا خسرتك
يمسح زياد وجهه بكلتا يديه متي سيصلحون عطل الكهرباء هذا أين ذهب هذا العامل الغب.ي؟
ثم يضر.ب على باب المصعد بكلتا يديه بكل قوته هل هناك أحد بالخارج؟
قال حارس الشركة نعم أنا هنا يا سيدي
قال زياد لماذا لم يعد التيار حتى الآن؟
قال الحارس يبدو أن العطل كبير هذه المرة فالعامل المختص حاول أصلاحه ولم يستطع فلقد أنف.جرت الأسلاك فجأة فانصرف وقال أنه سيعود في النهار كي يصلحها
قال زياد وما العمل الآن؟
قال الحارس سأفتح لك باب الطوارئ وأخرجك أنت والمدام
بينما تتقطع خيوط المصعدواحد تلو الآخر
يفتح الحارس باب المصعد وينظر إليهم من الأعلى بكشّاف الضوء
قال زياد سأخرج لبنى أولاً وأنت ألتقطها
ثم يرفعها زياد ويسحبها الحارس لخارج المصعد
ثم يلقي بكرسي لزياد حتى يقف عليه
ثم يسحبه الحارس للخارج هو الآخر
وبعد أن يخرج زياد يقول للحارس:كيف عرفت أنني هنا؟
قال الحارس لقد تعودت أن تلقي عليّ السلام وأنتَ خارج كل يوم ولكن اليوم خرج الجميع بعد إنقطاع التيار و لم تمر علي فشككت في الأمر وذهبت لمكتبك فلم أجدك وأول ماتبادر في ذهني هو وجودك هنا
قال زياد ويربت علي كتفه شكرا لك وسوف يكون لك مكافأة
كبيرة
قال الحارس أنا لم أفعل ذلك انتظارًا للمكافأة ولكن بسبب حسن معاملتك لي سيد زياد
قال زياد أنا ممنون لك بالفعل هيا بنا لبني
قال الحارس يمسك بكشاف الضوء وينزل الجميع على السلم
حتى الطابق الثاني
قالت لبني حقيبتي لاتزال في مكتبي
قال الحارس أنا أعرف مكتبك مدام لبني وسأحضرها لك
ثم يغيب لحظات ويحضرها ثم ينزلون حتي الطابق الأول وفجأة يسمعون صوت اصطدام قوي بالأرض
لبنى ترتمي في حضن زياد
قال زياد ماهذا الصوت
يجري الحارس ناحية الصوت ثم يعود مسرعاً
لقد سقط المصعد ياسيدي الحمدلله أنكم خرجتم منه في الوقت المناسب
قال زياد الحمدلله فما كنا لننجوا من هذه السقطة أبداً
قالت لبنى لقد رأيت ذلك في حلمي وكأني خسرتك أنت والطفل ولكن الحمد لله أنه لم يتحقق
قال زياد أهدئي لقد نجونا الحمدلله
تعالي لنغادر وغداً صباحاً سنصلح كل شئ
ويخرج الجميع ويغلق زياد باب الشركة
ثم يتصل بالمهندس المسئول ويطلب منه الحضور غداً هو وفريق الصيانة حتى يصلح المولد والمصعد وبعد أن ينهي المكالمة ينظر لبنى قائلا تعالي سأوصلك
قالت لبني لا داعي لذلك سأخذ سيارة أجرة فأنا لا أريد تعطيلك أكثر من ذلك فقد تأخر الوقت كثيراً
قال زياد لهذا السبب بالتحديد أريد توصيلك فلن آمن عليك وأنت وحدك،في هذا الوقت كما أنني أريد الذهاب لزيارة الخالة سعدية كما اتفقنا
تركب لبنى معه كي يوصلها ثم يضع زياد هاتفه في شاحن السيارة كي يشحنه
قالت لبنى ماحدث اليوم شئ مخيف حقاً؟
وكان من الممكن أن نكون داخل المصعد حين سقط
قال زياد كلامك صحيح ولكن الله سلّم
وبينما يتحدث زياد مع لبني يتلقى إتصال هاتفه وعندما ينظر زياد للهاتف يجد رقما غريباً فيرد عليه ولكن وجهه يتغير فجأة ويظهر عليه الحزن وتنزل دمعة من عينه فيمسحها سريعا ثم يشكر المتصل ويغلق الهاتف ثم ينظر نحو لبنى
قالت لبنى لماذا تنظر إليّ هكذا انظر للطريق التى أمامك حتى لا نتعرض لحا.دث
قال أحياناً ننظر ولكننا لا نستطيع الرؤية جيداً فبالرغم من كون أعيننا سليمة ولكنها أحياناً تخدعنا فلا نرى الحقيقة
قالت أنا لا أفهم كلامك فأنت تتحدث بالألغاز
قال لقد وصلنا ومادمت جئتُ إلي هنا فسأذهب لأطمئن على خالتي سعدية فكم أكلت من طعامها الطيب وأريد أن أشكرها على كل شيء فعلته معنا
ينزل زياد من السيارة ويمسك يد لبنى التى تنظر له باستغراب ثم يصعدا السلم بينما ينظر زياد نحوها فيراها تعاني في الصعود فيقول لها:توقفي لبنى
قالت لبنى لماذا هل هناك شئ؟
قال نعم هناك شيء علي أن أفعله ثم يحملها ويصعد بها السلم
قالت ماذا تفعل قد يرانا أحد الجيران، ماذا سيقولون عني؟
قال الوقت قد تأخر والجميع نيام وحتى لو رأونا
سأقول لهم أنني زوجك
تلف لبنى يديها حول رقبة زياد وتنظر إليه بينما يصعد السلم وتقول لنفسها: لم أندم لحظة على مافعلته من أجلك زياد فأنت تستحق ذلك وأكثر
يصل زياد لباب الشقة وينزلها
قالت لبنى هلا أخذت المفتاح وفتحت الباب لو سمحت
يأخذ منها زياد المفتاح ويفتح باب الشقة وبعد أن يدخلا
يمسك زياد لبني من يدها ويصحبها نحو الأريكة ويجلس بجوارها
قالت لبني هل كنت ستخبرهم فعلاً إنك زوجي لو شاهدونا؟
قال زياد نعم وماالمانع؟
قالت أنا متعجبة فقط من تغيرك المفاجئ؛ فلم أتصور أنك قد تسامحني يوماً
قال لا أدري من منا يجب أن يسامح الآخر
ثم يمسك يديها بكلتا يديه قائلاً:هل تقبلين أن تتزوجي بي؟
تغمض لبنى عيونها وهي سعيدة بالطبع أوافق،
ولكن ماذا حدث كي تغير نظرتك لي بهذه السرعة؟
فعندما كنا في مصعد الشركة منذ قليل أخبرتني أنك لن تستطيع أن تسامحني أبداً
قال زياد سأخبرك غداً بكل شيء ولكن الآن اذهبي وانظري إن كانت الخالة سعدية مستيقظة أم لا حتى أسلم عليها
قالت لبني أظن أنها نامت فليس من عادتها أن تسمع صوت الباب ولا تخرج،ولكن سأتأكد ثم تدخل للغرفة وتخرج مسرعة
لو سمحت زياد اتصل بالطبيب بسرعة فالخالة سعدية جسدها بارد وعيونها شبه مفتوحة
