رواية في اول طريقي الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم شيماء صبحي

رواية في اول طريقي الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم شيماء صبحي 

#الحلقة_22

#في_أول_طريقي

#الكاتبة_شيماء_صبحي

كان واقف في بلكونة جناحة في الفندق، عينه على البحر بس عقله شارد في حتة تانية خالص.

الهوا بيحرك شعره والهدوء مسيطر على المكان، لحد ما الموبايل بتاعه رن بنغمة رسالة.

مد إيده ببطء، فتحها… وتعبيرات وشه اتبدلت في لحظة.

عينيه اتقلبت من سكون لجمود، وطلع أنفاسه بحرارة،بص نظرة أخيرة على البحر وخرج من البلكونة.

كانت ندى قاعدة في الصالة على الكرسي المتحرك، ملامحها حزينة ونظرتها مطفية.

أول ما شافته بيقرب منها، لفت وشها الناحية التانية.

هو ما علقش، ولا حتى حاول يبرر، مد إيده ياخد مفاتيحه وقرر يخرج.

لكن صوتها وقفه: 

.انت متأكد إن ليلى وصلت بيتها بأمان؟

 جاسر وقف مكانه، ضهره ليها، وفضل ساكت.

لف بجسمه ببطء، ونظرته ليها جامدة.

ندى بصت له بنبرة كلها وجع وضيق:

انت ليه خلتنا نسيب الفيلا فجأة ؟

جاسر كان واضح على ملامحه الضيق لكنه مردش لانه معندوش رد ليها.


سالته  تاني بتوتر:

انت وعدتني انك هترجعها البيت..قبل ما نتحرك ..طمني وقول انها في امان؟

مردش وهي كملت:

هي متستاهلش أي أذى يحصل ليها، كفاية أوي اللي انت عملته معاها!


جاسر فضل ساكت، وندى كانت بتحاول تقوم لكنها مش قادرة،الجبس مانعها من الحركة.

هو لف بجسمه تاني علشان يخرج ويتجاهلها،

لكنها صرخت فيه بصوت متقطع من الغضب والدموع:

حتى لو مش فارقالك،بس هي فارقالي انا…أنا اتعلقت بيها!

صوتها كان بيتهز من الدموع، بس في نبرتها إصرار وجرأة ما كانتش فيها قبل كده.


كملت كلامها :

انا مش عارفة إزاي هعيش معاك كده…انت بتأذيني، لكن هي… هي كانت حنينة عليا، مش زيك.

جاسر اتهز من كلامها وهي حاولت تكون قويه وتكمل كلامها.. : 

لازم اعرف هي وصلت بيتها فعلا ولا لأ؟طمني عليها؟

جاسر خرج أخيرًا عن صمته ورد عليها بضيق واضح:

 معرفش عنها حاجة… انا سيبتها تهرب زي ماكانت عاوزه.. 

هنا كانت الصدمة…

ندى شهقت، ووشها اتجمد وهي بتبص له بذهول:

– يعني إيه “سيبتها تهرب”؟

انت قولتلي إنك هترجعها بنفسك! إزاي تسيبها تمشي لوحدها؟

كان واضح عليه انه متأثر لكن بيكابر..

ندى علت صوتها وكملت كلامها:

دي متعرفش حاجة هنا وبعدين… دي كانت مخطوفة يا جاسر!يعني مش معاها فلوس ولا حتى تليفون تكلم حد؟؟؟ا…اي تعمل فيها كده؟


جاسر اتنهد وهو بيبص على ساعته ورد عليها بتحذير:

ندى!انا مش فاضي لكلامك ده،وبعدين انا عاوزك تنسيها تماما،وماتجبيش سيرتها قدامي،دا لو خايفه عليها !


نظراتها ليه كانت مكسروة ،لكنها سكتت وهو استعد للخروج وختم كلامه:

 انا هتأخر،وعلشان متفضليش هنا لوحدك ،في بنت من الروم سيرفس هتيجي تقعد معاكي.

ندى رفضت:

عاوزه اكون لوحدي.

جاسر بدون اعتراض:

زي ما تحبي،الحراس بتوعي هيكونوا واقفين برة،مش عاوز اي حركات عبيطة من بتاعتك دي تمام.

ندى هزت راسها وهو خرج وقفل الباب وراه 

وقلبه كان  قايد نار من كلامها.

 

 ندى حطت ايديها على قلبها بتحاول تهدى،لكن قلقها على ليلى كان بيزيد،بعد اللي سمعته من جاسر ،كانت حاسه ان حصلها حاجه…

_____________________________

جاسر خرج من الفندق وراضي كان في استقباله،ركب من غير ما ينطق ب كلمه وراضي شغل العربيه واتحركوا.


في الطريق،جاسر كان سرحان، قلبه وعقله مشغولين بالتفكير فيها،بعد وقت بص لراضي وقال:

 عملت اي؟

راضي فهم انه يقصد توانا ورد:

كلمتها وهيا في انتظارك في شقتها.

جاسر اتضايق وصحح كلامه:

اقصد ليلى؟


راضي خطف نظره عليه ورد بجديه:

كنت متابعها زي ما طلبت مني.

بعد ما خرجت من الفيلا، فضلت تجري وأنا كنت وراها من غير ما تحس بيا.

لحد ما وصلت للطريق الرئيسي.

ساعتها النور قطع عن المكان كله…

ولما رجع، كانت اختفت من قدامي.


جاسر كان بيسمع كلامه باهتمام لكن ملامحه حادة،هز راسه ليه وقال ببرود:

كمل.

راضي كمل كلامه بنبرة حزينه وقال:

لما روحت ادور عليها لقيتها اتعرضت لحادثة،وواقعه قدام عربيات الحكومه ،الظباط كانو ملمومين حواليها بيحاولوا يساعدوها.

لكن تقريبا الحادثة كانت قويه، لان واحد من الظباط  شالها بسرعه،دخلها عربيته وقال انها البنت اللي بيدوروا عليها.

أول ما راضي قال الجملة الأخيرة،جاسر سكت…

نظره ثابت في الفراغ، وصوته اختفى تمامًا.

راضي لمح تعبير وشه، فابتلع ريقه وقال بهدوء:

 هي كانت…فـ

جاسر قطع كلامه بنبرة هادية جدًا:

 قول تاني كده حصل ايه؟

راضي عاد كلامها بنفس النبره:

الظابط شالها، وقال إنها البنت اللي بيدوروا عليها.

جاسر قلبه اتخنق،ولأول مره في حياته،يحس بنار بتغلي جواه من الغيره..

هو عارف إن الحكومة كانت جاية، وعارف إن وجود ليلى معاه كان خطر،علشان كده سابها …ومشي هو ورجالته.

أو بالأصح، قدملها الفرصة على طبق من دهب،،ما حبش يفكر إنه عمل كده عشانها،لأ…علشان يخلص من وجودها معاه ويتأكد انه في امان. 

الهدوء ساد العربية.

بس الهدوء ده كان مرعب،جاسر ما اتكلمش، وكل اللي عمله إنه ولع سيجارة، وسحب منها نفس طويل جدًا،

عينه كانت على الطريق بس عقله في حتة تانية خالص.

أيده شدت على الولاعة جامد لدرجة إن صوت المعدن طق بين صوابعه.

راضي بصله بسرعة وقال بحذر:

شكلهم خدوها على المستشفى، أنا أقدر أعرفلك اخبارها لو تحب…

جاسر رمى نظره عليه، نظرة واحدة بس… كفيلة تسكته.

رجع عينه للطريق وهو بيزفر دخان السجارة ببطء.

الصمت طال،بس ملامحه كانت بتحكي أكتر من أي كلام.

فكه مشدود، إيده على رجله بتتهز بعصبية،

وعينه فيها نار…نار غيرة وغضب، هو نفسه مش عايز يعترف بيهم.

قطع الصمت بجملة هادية بس نبرتها جامدة:

عاوز أعرف هي فين دلوقتي.

راضي هز راسه وقال ببساطة:

 حاضر اول ما نخلص مشوارنا،هروح اعرف كل حاجه عنها بنفسي.

جاسر هز راسه وطفى السيجارة في الطفاية بقوة ،وفضل ساكت…بس في عينيه نظرة محدش يقدر يفسرها،

نصها قلق… ونصها غيرة.

وهو نفسه مش قادر يفرق بينهم.


امام شقة سكنيه في حي راقي..وصل جاسر ومعاه راضي،دق الجرس وبعد ثواني معدوده الباب اتفتح.


جاسر كان تعابير وشه حاده،لكنه غيرها للين اول ما شاف توانا اخت دياب قدامه،لبسه هوت شورت وتوب مغطي جزء صغير من جسمها،واقفه قدامه وبدلع قربت منه وحضنته.

جاسر اخبارك ايه ..وحشتني جداا."

جاسر ردلها الحضن،وبعدين بعدها عنه وابتسملها:

انا كويس،قوليلي انتي عاملة ايه."

توانا مسكت ايديه وابتسمت:

انا كويسه ..تعالا ادخل."

 دخلوا،وراضي دخل وراهم وقفل الباب.


جاسر كان حاطت ايده علي جسمها بضيق،لكن لما بيبص عليها بيغير نظرته ليها.

قربوا من البار،وقعدوا عليه،توانا طلعت كاسين،وخرجت ازازه مخصوص وصبت في الكاسات،وقربت من الثلاجه خرجت التلج وقربت من جاسر وهي بتتدلع قدامه وبتحطله التلج وبتضحك.


مش مصدقه عيني ،هو انا بجد شايفاك دلوقتي.

جاسر ابتسم بخفه وهي مكنتش مصدقه انه مبتسم،قربت منه ومدت ايديها بالكاس وقالت بنبرة هاديه:

طمني عليك،عامل ايه في حياتك"

جاسر اخد الكاس واخد من رشفه ورد:

انا كويس ،بس الفتره الاخيره،مكنتش كويس خالص!

توانا ضمت حاجبها باستغراب :

ايه اللي حصل ؟

راضي كان متابع الحوار ومتقزز منه، قرر يدخل البلكونه يشم هوا نظيف،واول ما دخل البلكونه،عقله سرح في البنت اللي بيحبها ،لكنه مش قادر يقرب منها.


خرج تيلفونه وفتح الجراب وطلع منها صوره حجمها  صغير لندى وهي صغيره،لقاها بالصدفه واقعه في مكتب جاسر..اخدها وقرر يحتفظ بيها..

كانت ندى في الصوره ابتسامتها جميله،وملامحها جذابه وتخطف الانفاس.


راضي بص على الصوره بتردد،خايف من المستقبل،خايف انه يموت قبل ما ينقلها لحمايته هو وتبقى حلاله.

بس هو عارف ان جاسر مش هيوافق،ولا حتى ندى،هو عارفه ان قلبها مع غيره،وانها بتكرهه ومستحيل تسامحه لانه قتله بايديه.

فضل يبص على الصوره لثواني وبعدها قطعها بزعل وسابها تطير في الهوا،قدام عينيه وهو بيبص عليها بحزن.

___________________________

في الخارج.

جاسر كان مقرب من توانا وبيشربوا مع بعض، بعد دقايق بعد عنها بمسافه صغيره وهو ضامم حواجبه وباصص على الارض.

توانا استغربت،حطت الكاس قدامها و عدلت قعدتها مسكت وشه ورفعته لفوق،بصت في عيونه وقالت بقلق:

 مالك يا جاسر؟ في ايه ..شكلك شايل هم كبير.

جاسر زفر نفس طويل وقال بنبرة هادية فيها حزن غريب:

توانا أنا جيتلك النهارده علشان اعترفلك حاجة… يمكن أغبى حاجة عملتها في حياتي.

توانا اتفاجئت،رمشت بعيينها بسرعه، وسألته باهتمام: 

في إيه يا جاسر؟انت قلقتني؟

جاسررد  بنبره حزينه:

 من فتره أنا… رحت لدياب.

توانا هزت راسها ببطء واستنته يكمل.

وهو كمل بزعل: 

روحت قلتله إني بحبك… وإني عاوز أرتبط بيكي رسمي.

توانا شهقت بصدمه،مسكت الكاس وشربت منه كميه كبيره ورجعت بصتله وقالت باستغراب: 

جاسرإنت بتتكلم بجد!

جاسر أومأ راسه ببطء، نظراته كلها وجع متعمد:

أيوا يا توانا، كنت فاكر إنه هيحترم مشاعري ليكي أو على الأقل يسمعني… بس اللي حصل كان العكس.

توانا ضمت حاجبها بخضه: 

عمل إيه؟

جاسر بيمثل طريقه دياب:

 ضحك. وقاللي إني مجنون لو فكرت أقربلك… وهددني إني لو ما بعدتش عنك هيخلص عليا زي ما بيخلص على اي حد يقربلك.

صوت توانا ارتفع فجأة: 

هو قال كده؟! الحقير!

قامت واقفة، وملامحها اتقلبت من الدلع للغضب:

 دياب زودها أوي. مش كفاية اللي عمله في صاحبي القديم؟


جاسر نزل عينه في الأرض، بيلعب الدور بإتقان:

 أنا بصراحة… خفت منه،من بعد ما فضينا الشراكة مع بعض ، دياب بقى غريب،وبيعاملني وحش كاننا مكناش صحاب !!مش دياب اللي كان زي اخويا؟

توانا عدلت نفسها واتكلمت بنبره هاديه:

هو انت خايف منه؟!

جاسر: 

أيوه طبعا…بس مش عشاني،لا ..علشانك إنتي…أنا مش عاوزك تتأذي بسببي.

توانا خدت خطوة ناحيته، وصوتها اتغير:

لا متقولش كده يا جاسر،انت عارف انا مستنيه اللحظة دي من امتى،،عيونها كانت بتطلع قلوب وهي بتكلمه، مش هنسمحله يعمل فينا كده..هو بنفسه قالي زمان،انه نفسه اني اكون معاك.

بس زي ما انت قولت،بمكن بعد ماسيبتوا الشعل مع بعض بقى بيكرهك.لانه كده..غدار،،

 دياب خلاص بقى شخص ملوش أمان يا حاسر.

 ___________________________

جاسر قام وقف وخلع التيشرت اللي كان لابسه وظهر الجرح اللي  في صدره،بص عليه بحزن وقال:

تفتكري اني محاولتش معاه بالهدوء،بالعكس،انا روحتله تاني وتالت كنت بطلب منه يقولي شروطه،لكنه كان بيتعامل معايا بعنف.

توانا اتخضت وهو كمل:

انا بقالي شهور يا توانا لا عارف اكل ولا اشرب بسبب اني مش قادر اعمل اي حاجه علشان اكون معاكي ..انا عارف اني عمري ما اعترفتلك بحبي ، بس دا لاني خايف عليكي منه!!


توانا اول ما شافت الجرح شهقت وقربت منه بلهفه،

لمست الجرح وجاسر اتألم .

توانا سالته بعصبيه:

بقاله قد ايه الجرح ده؟

جاسر: ٣ اسابيع.

توانا زعلت علشانه،وهو لبس التيشرت وقال:

دياب اذاني كتير يا توانا،انا مبقتش عارف اعمله ايه،هو عاوز يقتلني وكل دا علشان،بحبك وعاوزك تكوني مراتي.

توانا قربت منه ومسكت ايديه وقالت بكراهيه لدياب :

لحد كده وكفايه،انا زعلانه منك اصلا لانك معرفتنيش باللي بيحصلك.

جاسر مسك ايديها بحنيه وقال:

كنت خايف يأذيكي.


توانا حطت ايديها الثانيه على ايديه واتكلمت بحب:

متقلقش يا جاسر،انا هتصرف!

جاسر رفع نظره ليها ببطء، نبرته كانت هادية بس عينه كلها فضول بارد:

 طيب هتعملي إيه ؟

اتنفست بعمق وردت بنبرة كلها حقد:

 هخلص منه يا جاسر. علشان نعيش بسلام… ونتجوز زي ما أنت عاوز.

جاسر سكت، ولثواني بص لها بصة غريبة فيها تعاطف مصطنع.

وبعدين قام، مسك وشها بإيده، وقال بهدوء شبه هامس:

انا  بحبك جدا يا توانا،ونفسي نكمل حياتنا مع بعض في امان.

نهى كلامه،وقرب منها  أكتر وباسها قبلة سريعة… فيها من البرود قد اللي فيها من التمثيل.

هي غمضت عينيها وابتسمت بخجل مصدقة كل كلمة.

لكنه أول ما بعد عنها، قال بنبرة عملية:

انا لازم أمشي. عندي مشوار مهم جدًا، بس هجيلك تاني من غير ما هو يعرف ،لازم نحط خطة علشان ننقذ حبنا. 

توانا لمست إيده بموافقه:هستناك يا جاسر،متتأخرش عليا.

جاسر هز راسه وهي المره دي قربت منه وقبلته من شفايفه قبله طويله،بتعبرله فيها عن حبها الشديد.

مرت لحظة صمت قصيرة، فيها أنفاسهم متشابكة… بس هو كان أبعد ببرود.

لمس وشها بحنيه وبعدها قال بهمس:لا اله الا الله.

توانا ردت عليه بخوف:محمد رسول الله.

خد بالك من نفسك، أنا مش مستعدة أخسرك.

ابتسم لها ابتسامة باردة ونده على راضي ،واول ما وصل،راضي بص لتوانا وسلم عليها لانها في البدايه مانتبهتش ليه.

وقال انا راضي الحارس الشخصي لجاسر باشا .


توانا ابتسمت وسلمت عليه وقالت:انا فكراك،بس مش اوي.

ابتسم راضي وخرج وهو بيمثل انه بيأمن المكان لجاسر،وقبل ما جاسر يخرج توانا باسته تاني ووقتها جاسر كانت متقزز لكنه بسرعه خبي رد فعله قدامها.

ابتسم ليها وهيا ودعته وقبل ما يخرج سالته.

نسيت تقولي عنوانك فين.


جاسر وقف ورد عليها:حاليا مليش مكان ثابت،بس متقلقيش،انا هجيلك تاني مش هتاخر،لحد بس اما اتاكد ان المكان امان لينا.


توانا هزت راسها  وبعتتله قبله على الهوا وهو وقتها  خرج وشد الباب هبده وراه.

أول ما الباب قفل، توانا لفت بجسمها ومسحت دموعها  اللي نزلت وهيا متأثره جدا بحبه ليها اللي كان مخبيه عنها كل الفتره دي.

اببتسمت بسذاجه وقالت:

دا طلع بيموت فيا وانا اللي كنت فكراه مش بيحبني…ضمت حاجبها وهي بتفكر وبتسال نفسها:

بس انا ازاي هتخلص من دياب الحقير دا؟


في الخارج،كان راضي واقف مستنيه.

جاسر أول ما خرج من عندها ،مسك منديل من جيبه ومسح شفايفه بقرف واضح، وقال ببرود:

 بنت ساذجة…ومقرفة..بس كويس اني خلصت اللي أنا عايزه في دقايق.

راضي بصله وهو بيحاول يخبي ضحكته، وقال:

 ما هو طبيعي يا صاحبي… راجل وسيم وحاكم كده زيك،طبيعي أي واحدة تقع في حبك.

جاسر لأول مرة من مدة طويلة يبتسم، ابتسامة صغيرة وسريعة،لكن أول ما شاف وش ليلى في خياله، ابتسامته اختفت فجأة.

بص قدامه وقال بصوت خافت:

 يا ترى هي كمان ممكن تكون وقعت في حبي…؟

راضي ما ردش، بس فهم إن في حاجة في قلب جاسر بدأت تتغيّر… حاجة هو نفسه مش قادر يسميها.


 في منزل دياب الهنيدي، كان قاعد في مكتبه، عينيه مركزة على الورق اللي قدامه، لكن عقله كله مشغول بحاجة واحدة: إزاي يخلص على جاسر وياخد مكانه.

فجأة، رن الموبايل برسالة. رفعه بسرعة وقرأها.

ملامحه اتغيرت في ثانية. عينه اتسعت، وابتسامة باردة ظهرت على وشه، فيها لمعة حقد وغضب. همس وهو مش مصدق:

– إيه ده…؟

الرسالة كانت من الشخص اللي وكّله، إنه يجيبله كل المعلومات عن الست اللي بعتله صورتها.

السر كله في الرسالة:

الإسم: ثريا قنديل (غيرت اسمها من 15 سنة).

اتقتلت على يد زوجها من أسبوعين.

الراجل اللي معاها في الصورة هو جوزها المجرم.


الأطفال اللي جمبهم دول أولادها الصغيرين.

القضية دلوقتي في قسم شرطة الأزبكية، واللي ماسكها رائد اسمه سامح محمود…وجوزها هربان لحد دلوقتي.


دياب قبض على الورقة بشدة، وصوت صوابه فيه قساوة.

– ماتت؟… يعني ده معناه إنها كانت عايشة كل السنين اللي فاتت دي؟

ابتسامة غليظة اتكونت على وشه، وعينه بقت فيها شر لا يوصف.

همس لنفسه:

  مش عارف اتخيل شكلك إيه لما تعرف حاجه زي دي!!

رفع رأسه، نظر للغرفة كلها، وخطواته كانت سريعة وواثقة.

 _ النهاردة… الخطة هتتغير.

ابتسم ابتسامة شريرة وهو بيبص للفراغ.لكه وقف للحظة، وعقله بيعج بأفكار الانتقام، قبل ما يقوم من على المكتب، مليان طاقة وحماسة غريبة، كأنه اتولد من جديد.

_____________________________

في الصالون.

كانت نهى زميلة ليلى قاعده بترتاح من ضغط الشغل،

فقررت  تستغل الوقت وتفتح موبايلها لانها قافلة سوشيال ميديا من وقت طويل.


اول ما فتحت الفيس بوك ظهر قدامها بوست من صفحة للمفقودين كانت متابعاها..

منزلين صورة ليلى وكاتبين انها مخطوفة من عصابة مجهولة.


اول ما البنت شافت الصوره شهقت بخضه..مسكت التيلفون بايد مرتعشه وقرأت تاني البوست ..

عقلها اشتغل، افتكرت اليوم اللي دخلت فيه مكتب مدام سوسو، وقرأت الرساله اللي جاتلها، ومكتوب فيها ان في بنت اسمها ليلى مخطوفه.


نهى ربطت الاحداث ببعض واتحركت من مكانها بسرعه وهي مفزوعه،راحت مكتب مدام سوسو.


 المدام اول ماشافتها قلقت:

خير يا نهى،مالك وشك مخطوف ليه؟

نهى قربت منها التيلفون وهيا لسا مصدومه..اتكلمت بصعوبه وقالت:

هو دا حقيقي؟

المدام شافت البوست وغمضت عينيها لحظة وبعدها هزت راسها.

نهى كانت هتصرخ ولكن سوسو سكتتها:

اهدى وانا هفهمك كل حاجه؟

نهى كانت زعلانه وخايفة على ليلى..دموعها نزلت وهي بتهز راسها .


سوسو اتكلمت بهدوء:

بصي يا نهى..البوست دا حقيقي،وانا مردتش ابلغكم بالموضوع لاني عارفه انكم بتكرهوا ليلى وهتشمتوا فيها.

نهى بكت وهي بتقول :

والله ما بكرهها..انا عارفه انها جدعه ومش وحشة زي ما بيقولوا.

سوسو هزت راسها وابتسمت:

الحكومه لقت ليلى ورجعت بيتها ،هي دلوقت كويسه؟

 نهى هديت وهي بتبص للمدام بزعل،ودموعها بتنزل.

سوسو قامت وقربت منها..حضنتها بهدوء وابتسمت:

طيب لو عاوزة احكيلك حاجه تانيه مهمة..اوعديني اننا هنخلي الموضوع بينا ..

هما برة لو عرفوا مش هيزعلوا زيك ..انا عارفه قلبهم كويس من ناحيتها.


نهى هزت راسها بالموافقه والمدام قالت:

روحي غيري هدومك وانا هقولهم اننا رايحين نشتري لوازم للصالون..

نهى بتساؤل:

طيب احنا هنروح فين؟


سوسو بابتسامة:

عند ليلى..هي دلوقت محتاجانا كلنا…وانتي اكتر يا نهى.

نهى قلقت أكتر،وجريت تسمع كلام المدام…


والمدام خرحت من مكتبها وراحت عند البنات..

فضلت متبعاهم بصمت وبعد وقت وصلت نهى وهي بتنهج:

انا جاهزه يا مدام!

المدام بصت علي زمايلها وقالت:

هاخد نهى وهنشتري شوية حجات..الصالون في امانتكم..

شوفوا شغلكم كويس واتعاملوا مع الزباين باحترام.

البنات حركت راسها بالموافقه ،وسوسو مسكت ايد نهى وخرجوا من المكان بدون ولا كلمة.

___________________________

في قسم شرطة الأزبكية.

بالتحديد في مكتب الرائد  سامح محمود..

كان قاعد ومعاه شريف زميله بيحققوا في قضية الست اللي اتقلت.

سامح كان مركز في اللاب توب اللي قدامة،وشريف بيقلب في ملفات قديمة.

اتكلم شريف وهو مبتسم:

لقيته؟

سامح بعد عينه من اللاب وبصله بتركيز،شريف اخد نفسه براحه واتكلم:

هي عندها ولد من جوزها الاولاني،،هو مواليد 1992

يعني عندة حاليا 33 سنة..

رد سامح بسرعه:

طيب اسمة ايه؟..وساكن فين؟

شريف قلب في الورق شويه وبعدها رد:

هو إسمة جاسر توفيق محمد العاشيري ..اتولد في الاسكندريه ولحد دلوقت عايش فيها.

سامح قام وقف وهو بياخد اللاب توب في ايديه:

طيب ياشريف عاوز كل المعلموات اللي توصلنا بيه..هو أكتر حد هيساعدنا نحل القضية دي؟


شريف هز راسه ،لكنه سأل سامح بسرعه:

طيب انتوا وصلتوا للجثة بتاعت الست ،ولا لسا.


سامح بص في ساعته وهز راسه:

ايوا في مصلحة الطب الشرعي دلوقت ..هيوصل التقرير بكرة بالكتير.

شريف قام وقف وسامح مد ايده بورقه خرجها من جيبه وقال:

طلب اخير يا شريف..الاطفال حالتهم مش مستقرة،،هما دلوقت في دار الرعايه دي..عاوزك تروح وتطمن عليهم.

حاول تهديهم لحدما اخلص اللي ورايا واروحلهم انا كمان.


شريف بصله بموافقه وسامح ابتسم وقال:

متشكر يا شريف.

شريف سلم عليه بكتفه وقال بهزار:

عد الجمايل يا سامح باشا.

ضحك سامح وخرج هو كمان من مكتبه،وراح لقسم الارشيف وهو بيدور على ملفات تخص عائلة العاشيري.

______________________________

يتبع

     الفصل الثالث والعشرون من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا     

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×